الثلاثاء، مايو 31، 2011


هكذا يجيء السؤال عل شفتيّها، وما أحَاولُ فهمه أصعبُ من قلبي،
الذي يجبّر عظمك المكسور يجبّر خاطري،
والذي يبقى مصّرًا في الطريق يصل،
لو كانت الصفحات ستبطئه العمر بأكمله .


وهكذا ينتهي مايو إذًا في صالة المغادريّن وأبَان فجرٍ أيضًا .
تعودُّ ذاكراتي لعاميّن مضيّا على وجه التحديد،
الواحدُ والثلاثيّن من مايو تأريخ رسالة مُوجعةِ جدَّا .. بحّة قدّرٍ ملموسِ بقلبّي بعمّق.
غربّاء يَا صدّيقتي غربّاء .. ،
ها أنا أنهي سنتي الجامعيّة الأولى على سفرٍ،
أنهيها وأنا أجلسُّ على حقيبتي من محطة لمحطة.. من استيعاب لآخر،
حتى لكاد هذا أن يشقق ذهني إلى أجزاء غيّر منتهية ،
 لم يفعل تغلبتُ عليّه .. ،
لكن ما بقيّ في هذا هُو أنّهُ أخرجني من أطرّ الاستقرار وأنزلّني من خيّط الحيّاة الممدودة بانتظام في محطتي الأم، طردني
إلى خَارج دائرة التركيّز التّام أو تركني في كثير من الأحيّان دون الخلفيّات الذهنيّة اللازمة.

ها أنا عائدّة للسكن في مرّة أخيّرة لعامي الدراسي الأول،
قلبّي مليء، وأعصابّي أشدّها بمنديّل أملّ،

لا أعرّفُ مالذي ينتظرني إن عدّتُ لقريتي من جديد، لكأن أيامًا كثيرة شُطبت من دفتر الحَيّاة وأنا ماكثة مع حلمي في القريب البعيّد .

لا بأس،
أليست التجربة  كفيلة بتدّشين النهايّات والبدّايات؟
وكأشخاص؛ ليس لسِوانا أن يختار هيئة للطرّيق.

وقد فعلنا، وقد كُنا لنفعل .

الثلاثاء، مايو 24، 2011


خطّكِ الّذي ينحني تِباعًا وتِباعًا في تدّرج الروح، في مدّرات بوح قريبّة وبعيّدة،
 آهِ .. وما أعمّق الجرح في القلب!
أليّمٌ ذاكَ الصَباح.
لا أعرّفُ كيّف جاء، ولا إلى أيّن سيذهبّ،
لكنني أعرّفُ مجددًا من أيّن تنبتُ رغبتي في زيّارة طبيب أوزعُ فوق طاولاتهِ عقدّي الداخليّة ،
وأعترف له كم أني تشوهت من الداخل،
كم ضمّادة صممتها لنفسي على مرّ السنين،
وكم مرة نزفت،
كم مرّة فُتح جرحي وهزمنّي،
وبكيّت به،
شقيّة أنا بهذه الأفكار،
تُصارعني وتؤذينني وأكاد بها أؤذي نفسي،
ولستُ أدري،
إلى أيّ حدّ سأبدّو قويّة،
كيّفُ ننصفُ أنفسنا من خَيَاراتِنا المُتاحة؟
هل نكون قادريّن على خَلقٍ خيّار جديدّ، أو تصييّر خيّار صَعب إلى خيّار معدّل ومقبّول أو صًهره مع روحه فينا في قالبّ ملائم آخر؟
قالب على طريقتنا نحن،
خيّارنا سوف يُشبهنا مع الوقت، لأننا كُنّا نُشبهه، مهما كانت الظروف، حتى إذا أخترناهُ فرضًا سوف نُلبسهُ أرواحنّا فصيّر نحن، كما نشاء نحن!

الاثنين، مايو 23، 2011


بعضُ الأشيّاء التّي نشرحها عبّر نصّ لا يتمكن الآخر إدراكها لم نشرّح له القاعدة التي بدأنا منها، يحدّث هذا عندما نضع نظرياتنا بزاوية تسقط على قانون علمي أو تجربة بنتائج ذاتية خاصة،
كأشخاص أو ككون النص مذكرة شخصية قد لا نميل لسرد شرح خاص للقارئ،
 لكن تمرّسنا العميق في الكتابة بأكثر من لغة معنوية يخولنا تمامًا لإجادة نصّ يحكي نفسهُ بنفسه ويبسط تفاصيله وقواعده بل وخلفيته الذهنية على لوحة الكلمات،
لن تكون هذه عادة للكاتب بل فعلًا مقصودًا يُؤسس وصول الرسالة ونجاح القلم .

الأحد، مايو 22، 2011


مُتعبّةٌ هذه الذاكرّة، حيّن تشدُّ كُلّ أوجَاعها في مؤزاة الحَاضر، ونقضّهِ ..
جثة مُبهجة فوق أخرى، ولعلّ المَطر إليّك يبكي، يتوسلُ مواسمَ الربيّع أن لا تأتي مُطلقًا، أو أن تجيء تِبعًا غير مُنقطع!
ألمَّ نعرّف أن الحَيّاة هكذا ؟ ،
 صِور متعددة من الشدّة والعمق،
 من البساطة والسطح، مزيّج إلا يُمكنهُ إلا أن يتعدد متجانسًا في كلّ مرّة وشخص دهشة !


الأمكنّة الشاغرّة تبقى أكثرَ من الّذيّن تركوها وغادروا، تبقى أكثر بقليّل في الذاكرة الحَاضرة،
و.. تغادرُ هي تاليَّا في تفاصيّل آخرّين، ويغيرّ الواقعُ سمتّها شيئًا ما،
على أقلّ تقدّير ستبّدو شَاغرّة عمليًا كما تركها البعض!
شعوري بالأشيّاء التي تجمّدت وملئنها الغبّار عن آخرها،
 شعورٌ حسّاس بداخلي، مُنتشر، مثل بقعة لونٍ مائي على قماش قطن، تشرّبُ المساحات حتى تأخذ هيئتها،
لو كَان حُضورها استطرادا للحيّاة، لو غابت وعادّت في إزاء حيّزها كلّ القصص التي أخذت مقاعدًّا بشكل مجانب على ذلك الطرّيق،
لو كنتُ أكف عن أملي بالبقاء لأجل عاطفتِيْ ولو كنت أكف ما كنت لتُؤلمني دائمًا صُورة المستقبّل.

لي مع الوجع ألفّة غيّر ممكنّة، أعذبُ بّها نفسي، فأقبّل به وأرفضه في آن واحد.

السبت، مايو 21، 2011


تَشاقِيّنَ إلىْ قلبّيْ وتَسَافرُ إبتسامةُ إلى شفتيّكِ،
 تلّممُّ بَقايّا غصّة بُعدّنا وَالأملْ،
 لكنّكِ حيّنَ تَمكثِيّنَ هُناك في القرّيب،
 ينبضُّ قلبّك متمهلـًا وهادئًا،
 بل وأكثر سُكونًا مِنْ رعشّة عينيّ بيّن إلتفاتةِ وآخَرىْ،
ولو تصدّقيّن كم أننّا قسّاة!
كَم طرّيقِ من كتماننا العتيّق سكنّ بيننا،
كم عدد المَبانِي الّتي صرّت أعدّ مَسالكِها حَتى لـا أضيّع،
حَتى أصلّ،
وأقمشة شعوري متكومة .. مُجعدة فوق قميصي،
وخُطوات حَماستي الأولى حافيّة.. حافيّة جدًا،
سَاعتي الّتي لم تبدّ يَومًا مكسورة فوق مَلامح أحد،
 تذكرني دائمًا أن الزمن يَعبّر.. وأني لوحدّي،
 وكم يجبُّ عليّ في ظلّ هذا أن أعيّش.

همسّ: أزرعُ في الأصيصّ دائمًا النبتة الّتي أحبّ وَ تحبيّن،
 تبعثُ في الروح نشاطها والبهجة.

الجمعة، مايو 20، 2011


كنتُ أشتكي، لأول مرّة أشعرُ أني أشتكي، أو أقتنعُ بذلك بصيرّورة.. نتائجه الخاصة ،
كنتُ أحسّ بجرحيّ في العمق،
وأحسُّ بأني أنزفُ بشدّة مشاعرًا وأيّامًا وخواطر،
لم يكنّ كَلامُها قاسيًا، بقدّر ما تجاوز بي المبدأ في مستوى أيّة علاقة مُتزنة،
لقد فقدّتُ الثقة ورغبتي بالثقة .

الخميس، مايو 19، 2011


صَعبّة جدًا تلك الأيّام التي التقينا بعدّها ك،غُرباء!
غائمةٌ إلى حدّ بعيّد، ومشوشّة فيّها صُورتكَ على مُستوى الذاكرة.
أحملُ الآن أشيّاءً ومَشاعر وذكريّات تَكبرّنا بأعوام،
 وعلى الرغم من هذا،
 لازلتُ بسيطًا ومُعقدًا في آن،
لازلتُ شغفوفًا بابتسامتي،
 فدّائمًا بهجتنا تُحيي الوجود وتفتّح الطرق،
لابدّ أنّكَ تحملُ أشياءً مثلي، ولابدّ أن شيئًا فيّك لم يتغيّر.. لم يتغيّر!
أنا أعرّفه!
هُو رغبتك الدائمة في الدّهشة.

الثلاثاء، مايو 17، 2011

الجمعة، مايو 13، 2011


أصفع حقيبتي كل قليل ،
فتسألني ببراءة : ما بكِ زينب؟
 - غاضبة أنني،
 - وهل يجبُّ أن أشبهكِ؟!

السبت، مايو 07، 2011


عندما نجلسُ في الظلّ، نراقبُ الضوء أكثر،
نموهُ تباعدّهُ، انعكاسه، و.. سيكولوجيتهُ،
 ربما نفعلُ ذاك سويّا لنفهمهُ ثم ننتقلُ إليّه .

الأربعاء، مايو 04، 2011


نلتقي في الرواق ذاتهِ،
 يوم الأربعاء من كُل أسبّوع،
نقضي نصفَ ساعة من إنتظار مُعتاد،
 نُثرثرُ قبل أن ندّخل للمكانِ ذاته،
اليوم.. أكتشفنا جميعًا
 أن كُلنّا ..لا يعرّفُ كُلنّا،
 لذا نحن لا ننادي بعضنا تمامًا!
الحيّاة مع أشخاصٍ كثيرون في مكان كبير،
تتطلب منّك أن تتحدّث بإريحيّة، ولُطف، و على سطّح لا يُمس،
 يُمكنُ تمامًا أن لا تدّخل في العُمق مع أحدّ.

الاثنين، مايو 02، 2011


أريد.
من حيّثُ لا تكونُ تلك الأشيّاءُ وَحدّها هي غايتي المحضّ،
علينا أن نُدّرك تمامًا: لِم نسعى أساسًا لتلكَ الأشيّاء ؟
ما هي الفِكرة وتاليًا ما هي تسلسلاتُها..
أيّ فلسفة تصلّ إليّها، ما هي الأمور التي يتحتمُّ علينا دِرستُها أولـًا ؟

تعالي بهدوء،
يُمكننا فقط ترتيبُ أفكارنا،
إضافة تفاصيّل يوميّة، وبُعد،
لكن الآن..
سنجلسّ،
سنشربُ كوبيّ قهوة،
سأخبّركِ دون مُناسبّة،
أنني أحبّكِ. 

أبدّوُ غيّر مُنصفٍ جدًا حيّن أعَبّر هكذا:
-       عشوائِي، راقنّي كثيرًا !
وتنَهالُ ضحكةٌ أريحيّة من صَدّري إلى شفتيّ،
أختّمها بابتسامة ..أعلقّها على وجهي؛
 فقط، كيّ لا تبّدو انفعالاتي شديّدة الــ تَــباعدّ !
بصرّاحة، لستُ من الّذيّن يُحبّون العشوائيّة!،
 لكنّها فقط كَلمةٌ لذيّذة،
 تسقط على كَتف الآخر،
بيدّ ثقيّلة.. و تقولُ له:
-       أنتَ جريء عَلى العبّث !
بعضُ العقليّات تتهور .. حَتى تصلّ للنظام حقًا.

الأحد، مايو 01، 2011


النوافذ مُتلاصقة والضوء مُزدحمٌ فيّها،
وربما لأنني أردتُ أن أراقبّه كيف يدخل للأشيّاء،
ارتديتُ لون الظلّ،
.. وبقيتُ ماكثًا أشرّبُ القهوة .

-       هل يُمكنني حقًا أن أرسمّ فراشة، ؟
-       نعم!، بالتأكيّد يُمكنُ ذلك..
-       أستصعبُ ذاك، لذا لا يبدو ممكنًا !
هكذا كُنتُ أكلمُّ صدّيقي الصغيّر، هذا الذي يسّكنني، ويبكيّ فيّ كلّ صَباح، وأنا أخبرهُ كم يستطيّعُ أن.. يفعل!
أسكبُ الماء من ذلك الإناء، وأعيّد ملئهُ من جديد،
أضعُ تلكَ الزجاجة، ويَعكسُّها الضوء في زجاجها .. بحدّه،
دائمًا يُشعرني الباباي بالأمل، في قِبالتهِ أحسُّ برغبّة في الشاي، والبهجة أيضًا.


هكذا يبدأ مايو إذًا،
 في صالة المغادريّن،
 أبّان فَجر أحد!،
لقد خَرجَ نيسان البَارحة،
خَلّف فراغًا في الأبواب، في الأسقف،
 .. في أحاسيسّ مُبعثّرة بداخلي،
تركتني مُورقةً جدًا.. دون سبب واضح،
تركني أراجعُ فكرتي القدّيمة: كُلّ المواسم ربيّع أو يُمكننا خَلقهُ !
يمرّ شتاء في هذه الحَيّاة،
 تمّر حقًا أيامٌ صَعبّة، ولاحقًا أيامٌ أصَعب،
 تمرّ أيام خريفيّة في عُمرنا قد لا تُشبّهُ المواسم،
نُساقطُ فيّها أوراقنا أكثر ما يُمكن.. تجنبًا للضرر، !
نعيّد تدّويرّ الأشيّاء بنّا أو أكثر.