الاثنين، سبتمبر 21، 2009

أكثرُ من أرق ، أكثرُ من نص ، أكثرُ من وسادة ..
أشتهي أن اسأليني : كم واحداً أنا ؟
... ، أشعرُني هيكلاً خرافياً جداً .
منذ زمن و أنا أدمن الدخان و النوم و الكِتابة و الفنجان !
لكن !
يختالني شعور أحمق كما تأملتُ فيّ
.. هو أني أشعر بعدم انتمائي إلى السيجارة و السرير و القلم و القهوة !
عندما قلتُ هذا إلى صديقي قال لي : حاول أن تنمي إلى نفسكَ يا عزيزي !

الأحد، سبتمبر 20، 2009

النصوص الذهنية المخبوءة في أوراق الحبر و الأدراج البعيدة عن ذائقة العابرين هي نصوص لم تعرف ضوء النقد و لا وجع القراءة و لا موت الدّهشة !

السبت، سبتمبر 19، 2009

كِبَار

كنتُ أميل مع القلم ، في استغراق عميق جداً مقابل لوحتي البسيطة التي أحب ، كنت أشعر إنّه يحققُ فيّ توازناً داخلياً قديماً لا حدّ إلى تشعبّه .. و المميلات التي يقف عليها .


جاء الأطفالُ إليّ بأحلامهم ، بالجوع الذي ينطق في صدورهم و يجعلني انتحى و أراقب جمال أحلامي في أيدهم .. في عبثياتهم .. في أشيائي الخاصة !

الأربعاء، سبتمبر 16، 2009

لونٌ .. و أكثر !

خفتُ أنّ أبردُ قلم الرصاص ، فينتهي عمرهُ قبل أن أنتهي أنا من رسم لوحتي الأخيرة ، أنا الذي وعدتهم أن أفتتح المعرض بعد ستة أيام من الآن !
أشعرُ بأمل في بؤرة البؤس التي تشدُّ على أنفاسي ، أتهيبُ من التراجع و أنا أرى لوحاتي الزيتية ، و المائية و الأخرى الموصومة بجمال الفحم ، الأخرى الثائرة رصاصاً هُنا و هناك .
أجلسُ على كرسي الخشب ، أتأمل بياض الصفحة و أحزن له ! ، أرغبُ فجأة في أن أتركها و أعلقها كما هي ..
لا أحتاجُ لأن أفض بياضها كي ترمز لدّهشة التشوهات القديمة في داخلي فتسر العابرين !
حملتها ووضعت على الطاولة باهتمام ، و كأني انتهيت من النزف أمامها للتو !
أشعرُ بحاجة ماسة إلى الضوء ..
ها ! ..
هالني السؤال .. منذ متى لم أفتح نافذتي و أتنفس ؟!
قدمت إليها و فككت أقفالها المُدمجة ..
ألمتني قدّمي ، أسقطتُ نظري فوجدت قلم رصاص كبير/ جديد يحفرني .. ، فبكيت !

الثلاثاء، سبتمبر 15، 2009

نحبُّ الحَيـاة .

[ نص ٌ قلق ، حِبرٌ أزرق مُسال ، بقايا أطعمةٍ سيئة ، أنفاسٌ منقطعة ، قطراتٌ عرق ، رائحةٌ تِبغ ، لوحةٌ قماشية مُهشمة الزوايا و القلب .
موسيقى متوالية ، أوتار مبهورة بالذات الكامنة فيها .
أنتفض غاضباً ، يودُ لو يُدمر بطاقة مجنونة ، شمول الحكايات التي تتزاحمُ في رأسه و تؤرقه ساعات طويلةٍ من الحياة !
ماذا نفعلُ إذ اجتمعت علينا أحزاننا شتى في غياهبٍ الهمَّ الأجوف ؟
هل نكون أكثر تعاسة ً إذا كُنا أدباء أو مدهشين ؟!
هل يوازي هذا تماماً قدرتنا على التعبير عن مصائبنا ؟!
أم أنها تكون أكثر بروزاً و أكثر بلاغةً لأننا نطلقها ببراعةِ !
أدواتنا و كلماتنا التي تعلمناها هُنا و هناك .
- لازلت تحدث نفسك كالمجانين .
ينظر إليها بتثاقل ، يغرقُ في عينيّ طفلتها ، و يجيب كمن يستنقذ بتثاؤب ! :
- متى كنت عاقلاً يا أخيتي ؟!
تشيحُ عن ببصرها و تلفتُ الطفلة من يديها ، تتقدم بحزن هادئ تخمد أنفاس الموسيقى ، تفتح إغلاق النوافذ ، تلملم أعقاب السجائر ، تحشد الأوراق في زاوية و الأقلام بقربها و تحشدُ الفرش و بقايا اللوحات بأخرى !


تصل إلى طاولته الخشبية النتنة ، تقطبُ حاجبيها و ترفع رأسها إليه نتأملُ انحناء رقبته و استقامة ظهره تقتربُ .. تجالسه على حفة السرير المتداعي .. و تصمت يتناهى إليها صوتٌ غناء الطفلة ..
و تدهشها الذكريات !
- تذكرين ؟
- ماذا ؟
يكشف عن ساقه اليسرى ، عن آثار نُدبه عميقة جداً
يبتسمُ بمرارة و يضحك بسخرية .
- كم كان أبي يحبُ الغناء كثيراً !
تنطفئ عينيها ، و ترنو إلى الأرض بيأس
- عزيزي يحبُّ أن تتطلع إلى مستقبلك .
يتقدم بإتجاه الضوء
- المستقبل صورة محضة لأحزان الماضي .
- لكن الحاضر يصنع المستقبل .
- لكن حاضرنا يصنع مستقبلنا .
- الحاضر مستقبل الماضي أبيضاً .
- لا تتحدث هكذا !
يغلق أنفاسهُ ويعود فيجلسُ قربها ..
- أدركك تماما ! ... تكابدين الصعاب لأجلي ، و أدركت أن مسكني البعيد يؤرقك كثيراً ، ولكني لستُ أجد لنفسي حالاً أفضل من هذا .
تشدُ على يديه ..
- لست أبالي بالصعاب التي أعانيها لزيارتك ، و لكني لا أحبُّ أن أجدك راضياً بما أنت عليه ! أو لست أتذكر ؟ كم كنت تحدثنا عن الجمال ، عن الفكر ، عن العمل .
تبلع أنفاسها بأمل وتواصل :- أتذكر ؟ كم كنت تحدثني عن الأمومة ذاك الإحساس الراقي الذي افتقدناه جميعاً ، كم كنت متوقدا بالحياة ، كم كنت عنيداً ومتمرداً ، أنا لم أر أحداً من أخوتكِ يبتسم من بعد أن تناله شتائم أبي .. سواك ! ، بالرغم من ذاك كنت تنطوي على حس مرهف خلق منك شاعراً و تشكيليا ، لقد خُلقت منك دهشة لا يزال الناس يؤمنون بها .
يضغط على راحتيها و يسحب أنامله ببطء
- لكنني كافر !
- لماذا ؟
- تشق عليّ الثرثرة .
- لستُ أفهمك .
- هُنا الألم
.- بالرغمٍ من أني – منذ أن مات أبي – أعتقد بأن غموضك من أكثر الأشياء وضوحاً في هذه الدنيا .
- ...
نَبَتَ صوت الطفلة :
- ماما قطفت وردة !يرفع رأسه متجهماً فتأتي لتحتل أحضانه بجرأة و يزهر فمها بهدوء :- نحن نحبك ، أنت لماذا لا تحبنا ؟ ]

ثائر ..

لم أكن أدري أيهما أكثرُ إيلاماً .. !
عبور يديها فوق جرحي المفتوح ، أم إختناق معابر الجراح في داخلي و تكاثرها الساكن ببذخ..
كانت توقفُ أناملها كلما بكيت ..
فأصمتُ خجلاً فتضيق الأزقة بي أكثر .
.شدّت لفافة الألم ..
و تركت معطفها الأزرق فوق كتفيّ..
وضعت في حقيبتي علبة ماء و مُسكن و قطعة خبز أسمر ..
قالت : هيا .. عليك أن تغادر للنقطة 87 ، سوف ينتظرك بعض الرفاق هناك .
قلت : خذيني لأقرب دار أيتام .
قالت : لما ؟
قلت : تذكرت أمي !
لربما ..
مؤلم أن نشعر برغبة في الحديث ببساطة ، و لا نجد لرغبتنا متنفساً يُجدي !

الخميس، سبتمبر 10، 2009

رسم القرى 5

في الشرق تنمو الشمس و تحبل السماء بالضوء و الحياة ، و في قريتنا تحبل بالهمّ كما تحبل بكلّ الأشياء
هم كانوا يحملون إليها جنازة ملؤها العطر و الأسود ..
و كنت اليوم لوحدي أستند إلى جذع الشجرة القديمة ، أتنفسُ الماء و أغص بالهواء .
تركت في بيتنا واجباتي الذهنية ، و لوحة زيتيه صغيرة و كلّ ما طلبته أمي مبعثراً فوق طاولةٍ خشبية .
و تركت لي الجنازة - التي يحملها الناس - عزيزي ..
تركتُه في زقاق قريب ، يمشي بهدوء مألوف و الشمسُ تضيء وجهة البعيد ..
عندما أتأمل هذا الفتى أجدُ كلّ شيء فيه يبكي ..
أصابعه ، حقائبه ، خصلاته ، أهدابه و فتحة قميصه الضيقة ..
عندما أتأمله أجدُه مثل الأشياء التي تأخذُ وجه كلّ الأشياء ..
و أذكر اليوم كلاماً ذهنياً سابقاً لنا ..
أذكر أني قلتُ : أنتَ لستَ منذوراً للبقاء و أنا أعلم ! ، لكنّكَ كالأمنيات تولد بحجم العجائز ، كبيرة و حكيمة ، و على حفة رحيل !
و أنا تمنيتكَ ، و هذا اعتراف غير مُتاح دائماً !

رسالة صباحية

قلتُ لكِ ذات صباح :


[ ما أجمل أن نكون وطناً يسعُ كلّ الأخرين ..
وطنا يحتضن الأخرين حتى بصمتهم الموجع ..
يا وطن الجمــال ،


( صباحكِ خير) ]


...

الثلاثاء، سبتمبر 08، 2009

رسم القرى4

الطريق يمتد في عينيّ العزيز ، و أنا أشعرُ الفجر يأكل من صدرينا ما يأكل الليل ..
شعرتُ بإلم في ظهري .
فقلتُ لعزيزي : توقف ، أسند إلي ظهرك !
نظر إليّ ..
بدأ كمن لا يفقه شيئاً .ألقى حقيبته على الأرض .. وضع ذراعي فوق رقبته و كفي فوق كتفه
.. و مشينا .
لفتنتي فكرة الأشياء المهملة خلفنا ..
الماء و نصوص قديمة و قلم أثير ..
سألتهُ : و الماء ؟
قال : نُزرق إياه !
سألته مرّة أخرى : و نصوصنا القديمة ؟
قال : أنت !
سألته ثالثة : و القلم ؟
قال : حديد !
سألته : و أنا ؟!
قال : من عند الله إليّ .
خذني معكَ يا أبي ..
إنّ أهل الأرض يؤذنني !


نحن نكتبُ على نحو خيالي عن كلّ ما يعبر عنا .
لأن النحو خيالي ، فنحن نجمع أحيانا بين واقع و حُلم ، لنكامل الصورة التي نحبّ .

الاثنين، سبتمبر 07، 2009

رسم القرى 3

هذه المرّة سأحدّثكم عن العزيز ..
لن أخبركم بأنه كالفتيان السُمر القادمين من الحكايات ، فقط سأقول لكم إنّه يُشبهُ الورق الأصفر ..
و أن في صدره رائحة مكتباتٍ ورقيّة و أشباه كُتب ، غير متاحة للعابرين على جثث الزمن ! .
لن أخبركم بأننا نسير .. و نترحل من بقعة إلى أخرى ، دون نتحدث في الطريق ، دون نأكل و أحياناً دون أن ننام فوق التراب .
سأخبركم فقط أنني أحبّه ، و أنّه لا يُشبهني على أكثر صعيد ..
و أنّه إذا غاب عني طويلاً ، لا اسألُ عنه ..
و إذا لقيته ، أواصل حكاية بدأتها و إياه ذهنياً في وقت سابق ، لكنّه لا يقاطعني ..!
فقط يصمت ، ثم ينتفضُ و يتحدث بجملٍ صغيرة و عميقة .. كعادتهِ تماماً !

السبت، سبتمبر 05، 2009

رَسمُ القرى 2

مشيتُ أنا و العزيز .
بأرواح مقلوبة هذه المرّة .
فأنا أحمل روحي خلف ظهري و هو يحمل روحه على صدره .
مشينا و البيوت تنام في عتمة الأزقة .. جمر على جمر الطريق نسيناه.
وصلنا شرق المدن فجرا .
قلتُ يا أيها العزيز : أدعهم إليك يأتوك سعياً ، يأتوك صفاً ، يترنحون من الفراغ !
علق أحلامك فوق وجوهم .
لا تخبرهم بأنك فقير إلى نفسك .
و لا تقل لي إنك تشعر بالقرف .
ليس من مبدأ الفكرة !
بل من فكرة المبدأ ..!