الاثنين، يناير 31، 2011



قراءة نقدّية في: بين ظلال الغيمات ، لـــ زهراء مُحمد .

لتحميل الكِتاب : http://armeea.com/media/files/1295378567.pdf

سأكتبُ في زهراء بدء مِنها ..
لأنّكَ عِندما تُعايشُ زهراء،
تكون قادرًا على الإنصات لصوّتِها في النصّ،
تكونُ قادرًا على الإنصاتِ إلى نَغِم حُزنِها وغُربتها وقلقها.. وَالجُنون،
في الحياة ،
زهراء، فوق العاطفة إنسانة عمليّة أكثرُ مما نتصورُ أحيانًا.
تشدُّ جراحها ببهجة، وقسوة، وحبّ.
وتمضي إلى الأحلام،
لكن ظلّها لا يتلاشى خلفها البتة،
لأنها كالخواطر،
والخواطرُ -في مفهومها ليست تغيرًا ذاتيًا فيزيائيًا فحسب- بل شيئًا يغيبُ و يبقى ظلّه.
إنّها شيء يؤثثُ الذاكرة حين يغيب بمساحته.
يترك العتمة التي تّكونت عن طريق حجز الضوء بجثة الغياب..
وينسابُ إلى الروح كبسمة.
زهراء شأنها شأنُ الأرواح الحساسّة،
الّتي قلّما تجدُ بزخمها أو بعطائها،
الّتي قلّما تجدّ حُبها وغضبها معًا في عِناد منبسط واحد ،
في رغبتها الحميمة للجدل.
لقد عرّفتها فتية،
لـا تشبهُ كثيرًا العقول التي تتلقى الأشياء دون سؤال.
عِرفُتها نمطًا مختلفًا قادمًا من مكانٍ آخر،
بذاكرة مشوشة،
رُوحًا سَافرت إلى كلّ مكان،
قالبًا آخذ من الحضارات واللغات،والتفاصيل في المدن البعيدة الباردة،
كل ما أستطاع أن يكسبَ،
من قلق، وثقافة حياة، وشغف قلب بالأشياء في دلالاتها الطبيعية الهادئة ومِزاجيتها وسَيرها،
كلّ ما أستطاع أن يكسب من وعي، وُحزن ورغبّات متقدمة..
شغفُ قلب لم يكن إلا
شغفُ قلبها الّذي.. لا يعرّفُ القرار كثيرًا في محيط المكان الواحد.


قراءة أولى [ العُنوان ، الغلاف، المُحتوى ] :

سيجيءُ كِتابها إليّك،
فيما يُقاربُ الأربعين صفحة،
في حُزمة تنتحي انتحاءً أرضيًّا سالبًا،
وترفعُ قلقًا في ساقِ الأمل الممدود للسماء،
بين أوراقِ الشجر الخريفيّة بألوانها الدافئة..
ترفعهُ في سِتة عَشر مقطوعة نصيّة،
بعنوانٍ واحد: بين ظلال الغيمات.
و ستترك تاليًا جُزءًا آخر،
أو ضوءًا آخر،
بعنونَ بـ: نصُوص لحظيّة.
ولعلّهُا تبدو أكثرَ من ذلك، إنّما بعضهُا كان مؤسسًا في الذهن،
ومن ثم تركبّ في لحظة، أو أسلتهم فيها بهيئتهِ الأخيرة؛ لذا فهو ليسَ بسيطًا تمامًا،
وهذا شأن كلّ النصوص اللحظيّة !
وكاتبتنا أدرجت هذه النصوصَ الجميلة،
فيما يُقارب نصف مجموعتها،
وبالرغم من ذلك،
الغلاف يستأثرُ فقط بعنوان الضوء الأول، دون الآخر ودون تلميح إليه...

قراءةُ في الضوء الأول: بين ظلال الغيمات.

قصّة، يمرّ سياقها المألوف حينًا واللامتوقع حينًا، بمقطوعاتٍ تتفاوتُ في الطول.
مزاجيّة الشخصيّة الرواية،مِزاجٌ الفنانِ الصَعب البسيط،
الّذي يحيا بذهن غارق، متأملـًا، يستشعر لذة التوحد مع الذات،
ذلك الفنانُ الذي يضطرُ إلى أن يُمارسُ فنهُ كواجب،
كمهنة للعيش.
تظهر الشخصيّة في البدء، في محيطها،
الشخصيّة التي تعيش أيامًا مُتواليّة في إنفراد،
وتذكر أنها تستمع بذلك،
لكن نُزعة أن يهتم لنا أحد،
تتضح في النص الأول :
[ لوهلة خلّتُ أني سأجد من يطمئنُ عليّ ]
الشخصيّة تظهرُ في قلقها، وتصرفاتها، وحكيها،
ورغبتها في الحياة أو الخُروج من أطرّ تشدّها، أو تضغطها،
يظهرُ تعبيرها عن ذلك -بطريقة ما- في كثير من الجُمل،
مثلا عندما نطالع النص الثاني: [ أريدُ أن أشبهني ]
أو عندما نطالع بدء النص الثالث ونجد أننا خرجنا قليلـًا عن جو الرتابة الذاتيّة:
[ اليوم، أرغب في التنزه في الحديقة وقراءة كِتاب ما ].
وهي على الرغم من ذلك، تظل عند خيّط فكرة عاطفيّة باردة :
[ فلن يكترث أحد ].
لكن سير ما بقينا ماكثين عندهُ بحُزن، قد يُواجهُ بشيء يدحضّهُ إلى حدّ ما،
حيث تستيقظ لترى قطعة النقود بتلك الكف الصغيرة و..تبكي !
تستمرُ الحِكاية بتصوير لغوي جيدّ،
يعودُ لإتمام السياق السابق،
يقظة صباحيّة مُؤرقة،
ورغبة في إلهامٍ ما،
شيء من خواطر مُبدع ووعيّه،
أزمتّه مع فنّه الذي أصبح واجبًا للحياة،
[ فأن تكسب عيشك بالرسم، يتطلبُ فكرًا متفرعًا وأفكارًا مُتواليّة ]
بيد أن ثمة طريقة مُلفتّه، أخرى للتعبير .. تتضح :
[ أكتبُ في دفتري الّذي لا يُفارقُني:
السماءُ موجوعة بالغيم، و الأرضُ موجوعة بالجفاء ]
إنّها تعبرُّ جِدًا .. عن ازدحام بالأشياء بما يُوجعُها ويكفي أشياء أخرى،
في حين أنها تبقى على حالها ذلك..فلا تتصل ولا تتلاقى.
وتوقفُ إنسابيها باتجاه الحركة الطبيعيّة الواجبّة الحدوثُ بينها؛
يعدُّ أمرًا مُؤلمًا للغاية؛ مُلهمًا للغاية!
[ فتراءت لي اللوحة الّتي أنشد ]
لكن للطبيعة قوانينها المرّنة فهي تناسبُ حقًا باتجاه حركتها المناسبة،
الأمرُ الّذي يشدّنا أبان التعبير -بطرقنا الخاصة - هو كما يقول ستيفن آر. كوفي
[ نحن نرى العالم كما نكون نحن، لا كما يكون عليه ]
تستمرُ الحكاية،
حتى تصلّ إلى منعطفٍ بارز في سياقِها،
يبقى المنعطفُ يأخذكِ باهتمام في سيره الخاص، شيئًا ما..،
المنعطفُ يبدأ،
في مرور الجيران،
إنهُ طفلُ يظهرُ هُنا،
خجولـًا خلفَ والداته،
ربما يوافقُ شيئًا في الروح،
أو رغبة في لطفها ،
إنها ستدع الباب مفتوحًا ببساطة،
لأننا لا واعيًّا نُدرك كم نكون راغبين في التواصل،
وإدراكنا الذي تحولُ إلى رغبة، تحوّل إلى حُبّ، وربما تمامًا إلى فعل،
[ لم أنس أن أترك الباب مواربًا كل يوم ]
في النص السابع نلتفتُ للجملة: [ يختلسُ النظر كعادتهِ ولكن بقرب أكثر ]
ندركُ أنهُ كان يمّر، وأن عبورهُ مساحة للقرب، مسبوقٌ بإعادة اختلاس النظر، لإرضاء فضوله الطفولي، وليتجاوز حاجز الخجل أيضًا، فنصل بذلك إلى سِياقنا المقِنع.
دخولهُ كان جيدًا، رُوحهُ الحساسّة، اقتربت من المرسم هُناك، وتجاوزت المحيط الذاتي المغلق، وبإيحاء هالتهِ البريئة التي تتمكنُ من استيعابِ روحها القلقة، طلبتُ منه أيضًا أن يُعبرّ بطريقتها الأخرى.. أن يكتبَ- إن شاء- فوق سُبورتِها الخاصة، فتأملها، وتحرّك أيضًا نحو لوحتِها المنشودة.
هي التي تهتمُ به، وتتجاهلهُ في آن،
لا تستطيعُ أن تبقى أكثر في تركيز الكتاب.
لكن.. تعطي إشارة ارتياح من الداخل: [ أفعل ما شئت، المكان مكانك ]
في النصّ الثامن ،
ربُما ..عندما نتعايشُ مع أحد، ونشعرُ بقرب مساحاتهِ الّداخليّة مِنّا، نهبّهُ.. نُعلمهُ أن يعبرّ مِثلنا، ربما نحنُ قد أحببنا أن يُشاركنا،
نَغم ما نحيــــاهُ تمامًا،
ذلك النغم، بكل انفعالاته وإشكالاته أيضًا!
قد استمرت بهِ جميلة جِدًا، وبل واعتادت عليه وكانَ لهُ شأنُ الروح الّتي تحفظُ في داخلها أثر اللطفِ ولا أكثر.
حتى إذ يصلُّ التسلسلُ بِنا، إلى زاوية أقصى معطفنا،
وهُو..
اعتقاد والدة الطفل، بإزعاجِ تلك الشخصيّة من طفلها الصغير تمامًا!
وقد منعتهُ من مُعاودة زيارتِها مُجددًا،
مما خَلقَ تساؤلـًا مشدودًا للغاية، تساؤلًا لا مألوفًا في محيط الشخصيّة الّتي نحكي.
يلي هذا، خطوةُ تثيرُها للمُطالبّة به ،
فاهُو يجيء مكسورًا، دون أن يسرقَ نظرة حتى!
وعندما تروي ذلك،
ترويهِ بشغف،
لأننا عندما نُحبّ ونُريدُ في آن،
نُدهشُ بالضرورة،
وعندما يكونُ الأمرُ فِيْ سياق حَياة،
نهزُّ الآخر،
دون أن يفهمنا حتى!
كقولهم:
[ لم نفهم شيئًا، ماذا تقصدين ؟ ]
لقد أعادتهُ كما أحبت، وكما أرادتهُ.. ربما ودون أن تدري.
كم يكونُ ذلك مُجهدًا!
ومفيدًا لإحياء كلّ ما تبلدَ مِن شُعور،
وباعثًا لكثير من تفاصيلنا الّتي أوجعتنا،
هاهُو يجيء،
[ وللوهلة الأولى، شعرتُ كم أحبّه، و كم كان شخصيّة مُؤثرة في الشهور الأخيرة،
شخصيّة لم يستطع أحدٌ أن يكونها أبدًا ]
وَ [ تعال،
لم نعد نحملُ مساحة لأحد، لم نعد مرنين كما كنا وقابلين للتحمل أكثر ]
أن عوّدتهُ بدّت شيئًا خالقًا للحياة في أجمل صِورها للعودة المألوفة..
كان جريئًا في طلبهُ أن أراد مفتاحها،
ليؤثث مساحة الدهشة،
وأما هي فتجاوبت مع طفلها في إعطاءه ما أحبّ، ودون إصرار كثير.
إنّهُ الضحكة التي تنسابُ لتحرك أجواء الكسل،
وتكسرَ المحيط الهادئ الخارجِ من الوعي،
هُو..الحياة في وردة حمراء،
وضوء،
وتفهّمِ حاجة القلب في لونٍ يُحركُ توقفَ الزمن ..في الداخل على وجه التحديد!
بهجةُ لا تمرّ وضحكة تنساب حقًا.. طفوليّة، وشغوفة بحبّ الحياة..
يمرّ السياقُ باسمًا في جدائله الشعوريّة،
لكُنهُ ينكسرُ بحدّه اللامُتوقع حينًا آخر،
في النص السادس عشر،
ترى الحكاية تُشدّ مع حقائب السفر،
مع حُزنٍ عصيب جدًا،
مع روح هائِمة لا يستوعبُها إلا الغُرباء حين تتجسدُ في ذواتهم.
..لم يكن هُناك سوى الوهم،
لكن أنت بقيت في الذاكرة المُعشبة،
يلفتُنا عمليًا أن الشخصيّة تُخاطبُ فَتاها،
كمن عاشَ معهُ الغيابَ من ذي قبل،
رُبما حِبكة النصّ وأفكارهُ تمامًا تسيرُ بنحو الحِبكة الذهنية للكاتب تمامًا.
كَان هذا المقطع على وجهِ الخُصوص -لو بدا بعيدًا لوهلة ما، عن إيحاء النصّ وتتابعهِ العملي-
شفافًا جِدًا، ورائقًا جدًا، لأنهُ حُكي من داخل الذاكرة المُؤلِفة إلى أقصى مجالاتِ اللغة الحاضرة.
ها هِي تُغادر، بقلبِ يبدو قويًا، وبهجة حبّ،
ها هي تُغادرُ وتُؤسسُ كعادِتها أملـًا للعودة،
ها هي تُغادرُ دون أن تلتفت..
أنّها ترقبُ هُناك .. الضوء الذي يسقطُ من بين غيمتين.


قراءة في الضوء الآخر [ نصوص لحظيّة ]:

يبدأ الضوء متكونًا بإيضاح صغير،
[ قبسٌ من التفاصيل، ما تحُملُ الروح من كُلّ شيء، تمتمات وجد، سُقيا دّهشة، إنّها نصوص لحظيّة حُبكت في نص ]
لعلنا ذكرنا مُسبقًا تعليقنا بهذا الشأن، أن النص اللحظي كان مؤسسًا في الذهن ومن ثم تركب في لحظة،
وهو كما تذكرهُ الكاتبة قبس التفاصيل، ما تحملُ الروح، وتمتمة الوجد والدّهشة ولذا لعلّها كانت تقصدُ تمامًا أنها كانت أفكارًا أو خواطرًا لحظيّة حُبكت في نص.
لعلّهُ لغويًا يجبُ نُراعي هذه النقطة، فلا نذكر أنهُ نص لحظي حُبك في النص، رُبما الفكرة نصّ حقًا، لكن أرى أنهُ من الأفضل أن تُعاد صيغة الجُملة، والجدير بالذكر هُنا أن عُنوان هذا الضوء كان قد راق كثيرًا، وكنت استحسنُ أن أرى عُنوانًا لكلّ حُزمة فيه .

1 .

يظهرُ جليًا أنهُ نص آخذ لشكل القصة القصيرة جدًا،
وهو يُلبي تمامًا قاعدة انزياح اللغة عن إطار مألوف إلى ذكر فكرة مُركزة.
لكن لعلها تحتاجُ شيئًا من التوقف:
[ - بعضُ الأشياء لا تبدو واسعة كما تبدو ضيقة . ]
فنعود تاليًا إلى كلمة [ كوة ]، لتتشكل الصورة في أذهاننا.


2.

يأخذُ النصُّ الثاني، شكل مقال موضوعي، أو كما أحبُّ تسميتهُ : المقال ذهني.
يتبادرُ إليّ أن السياق يستطردُ راغبًا في التوسع شيئًا ما،
حقيقة عندما نودُ أن نكتبُ مقالـًا يجبُّ أن نركز على فكرة وسيرها تمامًا،
تلك الفكرة المقاليّة، قابلة لانخفاض مستوى التركيز، عندما نُسبقها بـ ( ربما) و(أحيانًا ) على نحوٍ متتابع.
وأيضًا عندما نناقشُ جُملتنا بعدّة جُمل، ونعودُ إليها تاليًا،
قد يكونُ هذا مطلوبًا حقًا، لكن تركيز السياق أساسٌ لا ينبغي أن نغفل عنه كذلك.
..فِكرة النصّ تدور حول أحلامِنا،
لعلّ ما لا نُدركهُ أن في زحمة الواجب، أنهُ يمكنُ جدًا أن نُدرج الأحلام في زحمتنا تلك وضمن أولوياتنا أيضًا.
لأن هذا ببساطة سيكونُ مجديًا لنحيّا على أحسن وجه.
الفكرة هُنا،
هكذا اقرؤوها باختصار وأراها جميلة جدًا،
وأرهُ مقالـًا بين يدي.. قابلـًا لأن يُؤسس ويعني مقالاتٍ أخرى.


3.

في هذا النصّ. كان السياق مرتبًا، وكانت فكرة مُوفقة وواضحة أكثر.
وأحبّ أن أعبرُّ عن هذا النصّ: بخاطر عقلي.
وأتذكر لأحلام مُستغانمي : [ نحنُ لا نُشفى من ذاكرتنا ولهذا نحنُ نرسُم، ولهذا نحنُ نكتب، ولهذا يَموتُ بعضُنا أيضًا ]
عِندما لا نُشفى، أو بتعبير زهراء عندما [ يبقى الظلّ، لأنه يعودُ على ذاكرة الزمن ]،فأننا نُبلورُ ذلك بطريقة ما..ربما لإفراغه واجتذاب مساحة لأجلنا، فنحن نسعى عمليًا لأن لا يعود، بترويضِ النفسِ بالندم، حتى نعيشَ المستقبل بشكل أفضل، ..

4 .

ق.ق.ج .

يُمكنكُ أن تدخل سريعًا هنا إلى اللحظة الحِكائية،
لكنني أتفاجأ بـ (سوى) التي تقطعُ حبلي الذهني بين الجُمل؛ فهي تبدو غير ملائمة لغويًا،
وأعودُ لأحاول إتمام لحظتي الحِكائية كقارئ مُحبّ،
لما تستدركُ الشخصية أيضًا ما كانت عليه.
هذه القصّة القصيرة جدًا، تعتمدُ على الإيحاء،
ليسَ هُناك حدّث واضح، أنت تسافرُ فكريًا في لحظة تحكي، وحسب!


5.

مقال شخصي، نتذكرُ في النغمّ ذاته الـ مرّ بنا في الضوء الأول،
ليس مُستغربًا ، لأنها زهراء بأحاسيسها الرفيعة، تمامًا.
وتعال لتقرأ معي [ لكأننا.. نبحثُ عمّا يملأ المساحات التي لم يملأها البشر، أو لم يكترث لها، فنبحث نحن عمّا يملأ ذلك الفراغ فيما لا شُعور فيه، فنعطيه الشعور، نُعطيه الحكاية، الذكرى، ونُعطيه الحياة ]
إنها في غاية الإلهام والإثارة.
إنني هُنا اقرأ أيدلوجيا فؤاد مرعي عندما يقول: [ الغربة بعثرة أحاسيس ].



6. ذات أمنية.

قصة قصيرة،
لشدما نغرقُ في أمانينا والوجع.
ونسى في ضجيجنا من شِدّته صيغة لما نُريد،
أحسُّ العنوان تفاؤليًا.
" ذات أمنية" ،
نُكونُ بخير لما نتمنى أن نتمنى،
فهذا يعني أن لازالت بنا رغبة الحُلم.


7. موج

ق.ق.ج ، إيحاء ورسالة حياتيّة قصيرة ومُعبرّة.


8. [ حتى بهجتهُ حُزن وحُزنُه بهجة ..

قصة قصيرة، في عُنوانِها تجدُّ شيء الفكرة التي تقرأ.
قصة قصيرة، تبدأ شُعوريًا بذكاء: [ كان دافئًا لما لامستُ داخلهً بعينيّ،.. ]، لأنهُ يتقدُ داخليًا كشعلة من حَياة!
جَعلُ الجُملة الثانية في السياق تعليلـًا لما سبقها، أقربُ لاستمرار لغوي جيدّ، وبالتالي لمعنى جيدٍ أكثر.
هذه القصة، تجسدُ مرورًا حياتيًا مُلفتًا وواقعيًا، حيثُ أنه قد جاء في الحديث: [ المُؤمنُ بشرهُ في وجهه وحُزنهُ في قلبه ]



9. رُؤى.

هذا النص يُمثلُ هيئة لـ ق.ق.ج .
أحبُّ هذا النمط الكِتابي،
جملة في نفس طويل،
تعقبُها نتائجها المُرتبكة،
ومن ثم إيضاحُها الجانبي.
هذا النص، يحملُ لنا سيكولوجيتنا المُدهشة مع.. الذاكرة!



10. والروح.

عندما اقرأ هذا النص، أحسّهُ مُرتبكًا من شِدّة وجع.
في البدء..
لغويًا، هُو بحاجةِ لاهتمام أكثر،
[ تمتلئ الروح وتفيض، ] مدخل حساس جيد.
[ فلا يبقى للشعور إلا أزقة الوجع لتزحف فيها لتخرج ] ، الجُمل ذات النفس طويل، تحتاجُ لمراعاة الضمائر العائدة على ما قبلها، ووضوح ذلك مدعاة لوضوح السياق ووصول المعنى.
لنلاحظ قليلـًا هذه الجُملة أعلاه،
نحنُ بصدّد الحديث عن الروح،
كان من المُستحسن مثلـًا أن تكون: فلا يبقى للشعور فيها ( فيها أي الروح ) ، إلا أزقة الوجع لتزحف و..تخرج.
وأعتقدُ تاليًا أن الجُملة بعدها ستصيرُ هكذا: [ والشعور تجلط في أزقتها الداخليّة، فاستباحتْ ذاتها وتصلبت ]
حقيقة زوايا هذا التعبير مُثيرة لاهتمامي جدًا.
الروحُ لمّا تضيق، تتشكلُ في هيئة قلبٍ فائض، يمتلئ ولا يجدّ سوى زقاق الوجع، لكن شعورهُ يتجلط تاليًا، فيحدّ مسارهُ للخارج، فتسبيح ذاته ويتصلب!
نتائجُ هذه الصورة وإنعكاستها البلاغيّة، تتدرج في السياق ،
[ تصلبت حدّ القدرة على الانكسار، لكنما نبضٌ شعوري واحدٌ هُو الضمير ... ]
ما تكون الصلّة بين وصول الروح إلى قدّرة الانكسار، و استدراكنا تاليًا في [ لكنما ] ؟
رُبما مرونتنا الذاتيّة مع ضمائرنا الحيّة، الّتي تصيرُ قسوتنا إلى جِنان خضراء من رغبتنا في الحياة !
[ إن الروح لا تحتاجُ سوى للمساحة، ... ]
حتى نصلّ إلى النهاية التي لا أجدهُا نهاية تمامًا، ..
أحسُّ بوعي زهراء مُستدركًا لما يحدّثُ في مُعاكسةِ قانون الطبيعية التي ينصُّ على أن [الفراغ دائمًا يُمثلُ عامل اجتذاب]
هذا القانون الذي يعني تمامًا أننا كُلما ازدحمنا كُنا أقل قُدرة على اجتذاب الحياة والحاضر الجيد والمستقبل .



11. قبسٌ من ليل.

لعلّ عُنوان هذا المقطع، يُشيرُ تمامًا إلى الوقتِ الذي كُتبَ فيه،
فكرة طارئة للتضادِ مع المألوف،
فكرة في أجمل أشكال النصوص اللحظيّة،
فقد عُبر عنها بانسيابية وبساطة.
تغيرُ النمط الروتيني الراكد حقًا، كفيلُ بإنعاشِ الحَياة.
قصتنا تكمنُ فقط في آخذ هذه الفكرة بجدّية ووعي.



12. أشواقًا

جدًا مقطوعة شعورية حساسّة،
لأننا في الشوقِ تضيعنا الأمكنة،
فنغدو مُشردين جدًا،
ولحِكمة ما،
تنقطعُ الخيوط، الـ تشبث بها لنصلّ،
لكن ..يبقى شوقنا سماويًا جدًا لمّا ننادي: يالله .




14. على عجل.

بيد أنهُ يبدو موقفًا حياتيًا أو مُذكرة ما،
وإن كانت قصةً ما، فهي جيدةٌ لغويًا، وتنساقٌ بلطف للذهن..
وفيها شأنُ الأرواحِ، الأرواح الجميلة جِدًا.



15. حّرًا لم يزل

قصة قصيرة،
فكرتُها مألوفة، وواقعيّة جدًا..
لأننا بنظرة عامة نستطيعُ معاصرة خوف وتكبلِ الأقلام، وأزمة الإنسان الحرّ في بلداننا، حيثُ لا يقبلُ به أحد،
الإنسان الّذي يصلّ إلى الحدّ الـ يرفضُ فيه مُبادرة عابرة أيضًا، لنظرتهِ المُسبقة للنتائج،
الجديرُ بالذكر أن هذا يُعطي هذا إيحاءً جيدًا للنص وتتمته،
لقد مضى حُرًّا.. وما أصعبَ الطريق!



قراءة في [ ضوء أخير ]

المُلفتُ جدًا إدراجُ عُنوانِ الخاتمة على هذا النحو،
أتذكرُ جملة إلى زهراء، تركتها لي في مُدّونتي الخاصة،
تنصُ على [ نحنُ حتى بعد الموت لا نُغادرُ للمرّة الأخيرة ]
ولهذا هي تفتحُ نافذة البقاء على مَرّ الزمن.. لما تقول :
[ نحنُ كذلك دائمًا ما نمتلئ بالمفاجأة والدّهشة، مهما تقدّمنا فيه وتقدم فينا ]



قراءة لا مُنتهيّة .

لقد قدّمت زهراء مُحمد كِتابها الإلكتروني الأول،
في أمزجة نثرّية مُتعددة، [ القصة القصيرة، القصة القصيرة جدًا، المقال ]
قدّمتهُ على حُزمتين، ولنا أن نقولَ على ثلاث،
في الُحزمة الأولى، مكثنا بين ظلال الغيمات، نستوعبُ ضوء الأمل في ستة عشر مقطوعة قصصيّة .
وفي الحُزمة الثانيّة، بين ألوانِ التعبير النثري الأخرى دون مُراعاة ترتيبها، فقرأنا خمسة عشر نصًا مُختلفًا.
وفي الضوء الأخير أخبرتنا زهراء شيئًا لن ينساهُ أحد.

لقد بقيتُ أقرأ هذا الكِتاب في عشرة أيام من العمل والكِتابة والأرق.
ولي أن أقول كم راقني وأحببتهُ لما أويتُ إلى كلّ صفحاتهِ وأحزانهِ.
وأنها كانت رائعة جدًا في حُلة العربية،
لأننا لا نكتبُ إلا ما يعبرُ عنّا بالضرورة..، مهما كانت لغُتنا مُربكة أو مُوجعة.
لقد وجدتُ باكورتها الروحيّة جميلة جدًا،
لقد وجدتُها تستحقُ مِنّي كلّ هذا الشغف، وكلّ هذا الاهتمام.



زينب أحمد .

حُرر بتأريخ :
31/01/2011

الخميس، يناير 27، 2011



أحاولُ أن اجرؤ تمامًا على حمل لوحة بيضاء إلى الحامل الثلاثي،
بثقة أني سأرسمها، أو أنّها لن تُؤرقني طويلـًا جِدًا دون جدوى إبداعيّة واضحة ..
أحسُّ بالضغط مليًا،
واجباتي العمليّة والعاطفيّة والذهنية .. الأخرى، تأخذني .
لا أنامُ جيدًا.
جدولي الواقعي مشدودٌ قليلـًا .
أحسُّ في الليل و بدء الصباح، تروق كلُّ أمزجتي،
وعندما أمنتعُ عن أن أعيشَ تأخر الصباح وبدء الظهيرة، وأضيعُ العَصر،
أكونُ في إتجاهِ مُعاكس لإنسياب قانونيّة الطبيعة، وأعارضَ تمامًا سير الحياة في البيت،
وعندما أحاول عبثيًا في أن أعيش كل الأوقات الممكنة،
وأحازُ على الرضا،
أكونُ غير رائقة جراء أحساسي بالضغط " مليًا " !

السبت، يناير 15، 2011



خربشة ضيّقة على جِدار صغير،
لا تفي بوعدك الساحق لي،
لا تفي بعودتك،
تفي فقط بأمل ألّمني ذات يوم.
ساقي الّتي أوجعتني،
منعتني من التنزهِ بعيدًا،
بين الطرق والغابات والأزقة،
في ملامحي،
ما يستثيرُ الكلامَ أو ما يُعلّقُ فيك رغبتي بصمتك.
للنصوصِ إيحاء متوال، متدّرجٌ بين الأمكنة و بُعد الزمن والتفاصِيل،
للنصوصِ مُنتصف طريق، ورصيف، ومبانٍ وصندوق فكرة.
سأكتبُ إليك في ملصقٍ أصفر،
تُحققُ الرّغبة أحيانًا بعض أحلام يقظتِنا .
..إنّها تنقلنا من دّهشة ذهنية إلى حافتنا المزجاة في الواقع،
وعِندما يُثقلنا الغياب بحيثيهِ شعور لا ندريه، نصمت،
أو نستأثرُ أن نصمت،
أو أن نقولَ كلامًا نتمنى أن نسمعهُ من الآخر.
أنا لم أكن جريئًا دائمًا في تعليق نصوصي على شفتيّ،
لم أكن جريئًا دائمًا في سرد وجعي بكلام بسيط،
ولأننا نقولُ كلامًا نعنيهِ بالضرورة ،
كنتُ دائمًا غير قادر على النسيان،
الذاكرة أثقل نصّ جانبي،
لأننا نعودُ للكتابة فيها لمّا تستحدثُ الحيّـــاة أوجاعنا الجديدة.
قد نُسِيءُ التعبير، قد نُحسنُه،
شُعوريًا كُلّ ما يُبنى على التفصيل قاس.
نحن نكون أحيانًا ماكثين تحت خيط عاطفي حساسّ
لكننا نبدو في صمتنا أقرب للقسوة من كل شيء.
هكذا هي غربتنا،
وفي هذا كل ما حدّث ويحدثُ يا صديقي .

الجمعة، يناير 14، 2011

تُمطر،
وأنا ألمّ حقيبتي،
تُمطرُ على هون،
وضجيجهُا أخفُّ مما في قلبي.
..
سأتركها تُمطر،
وأسافر.

الأحد، يناير 09، 2011



أحبُّ نصوصي القدّيمة، أحسُّ فيها رائحتي،
شغفي،
جُنوني،
 صِباي..

كم أكون فيها أخضرًا، حميميًا، مُحبًا.. هادئًا حدّ وجع الإشياء ومُشاغبة الرُوح!
بها.. أجدُ أكواب الشاي الخاصة بي،
أجدُ ذاكرتي، و أرقي..
ومُحيّا للحُزن، وسيجارة للخيال،
ومُبالغةً لبعض دّهشتِنا الصغيرة في هذهِ الحَياة،
أنا.. لم أعدّ أثرثرُ كسابق عهديْ،
أو أجازفَ في قالب الضيِق،
صرتُ أصمتُ،
أو أبكي، أو أكزُ بنظرة جامدة جِدًا،
...

الخميس، يناير 06، 2011





الحاجة لا تشبه الرغبة.
الحاجة أن تريد، والرغبة أن تشتهي،
والإرادة أقرّب للتعبير عن العقل.
والإشتهاء أقربُ للتعبير عن العاطفة.


+ لأوراق الجرائد أنصالٌ حادّة أيضًا، وللشفاهِ الملونة بالحُمرة مَخزونها الكلاميّ الهائل الّذي يجتاوزُ إعتياد الأشياء إلى تطبيقها بشكلٍ آخر.
أرفعُ عينيّ بذكاءٍ، فأصلّ معها إلى مستوى بصري مُدّهش،
أعرّفُ أن النظرة الثقيلة لا تكفي لقول شيء واضح.
وأن المسافة بيننا لم تعدّ كسابق عهدّها،
لقد صرّتُ بعيدة جدًا.
وإرتباكُ النصّ الذّي أقدمهُ لن يكونَ أقلّ وعيًّا من ذهني الغائب،
يقولُ بعضنا أنّ تمامهُ وَ قدرتهُ على الجُنون -أو العقل الأكثر إنزياحًا عن القواعد المألوفة-تكمنُ فقط بعد إستنزافهِ للكثير من الطاقات العملية؛
التي نحتت روحهُ حتى آخر حفة يتنهدُ فيها قبل شوقه المؤلم إلى إعتياد الأشياء!
لكنني الآن،
لم أدرجُ كوب قهوتِي إلى المنضدّة،
ولم أترك نظارتي التي تلتصقُ بملامحي الساديّة، تجددُ الضوء القديم، إلى عينيّ ومن ثمّ إلى قلبي..
لا أملكُ بعد، قدّرة التمزيق،
لقد جئتُ بعد ورق مطوي كثير للعاطفة، وكتمانك، ولهفتي..
لماذا يكونُ للعمل أكثر من صعيد؟ ،
وللشيء أكثر من بُعد؟ ،
ولرؤيتك أنّ تحدّ ما كان شخصيًا على النزف،
أعرّف،
بيننا أثاثٌ من الحبّ، وأرائك من الصِبا والذاكرة!
لم يكن غيابنًا إلا ضربًا من المدّرسة السرياليّة الّتي أحببننا،
والجُرح ،
حتى هو .. لم يكن إلا كذلك !
الضوءُ الّذي يُحيطُ بكِ من الخلف،
يجعلكِ أقرّب وأحنّ في آن واحد،
بالرغم من أن صيغكِ المنؤذية الأولى لم تتغير كثيرًا،
حتى جلوسكِ الفوقي على الخواطر المعتمة لم يتغير أيضًا.
أما أنا .. سأغادرُ الآن،
سأخرجُ من مدراتك إلى أذاي.
من الحلقة المُتصلة بفخري بكِ، إلى خوفي منك إلى إفتقادي إياكِ.
لن يكون هذا مُهمًا بقدر الحدّة أو التعبير.. أو الوصول إلى غايتنا الهدفيّة.




المكان : الفندق المطلّ علينا - الشُرفة الخامسة.
حُرر بتأريخ : 0/0/0000

السبت، يناير 01، 2011



غيابك فقد،
وفقدك شوق،
وشوقك ذاكرة،
والألمُ حين يتدّرج تصاعدياً.. قد لا يُبقي على الروح،
إنّي هُنا،
اتشفُ الحَياةِ مِنْ كوبِ قهوتِيْ،
 مِن مرارتِها الصَباحية الممزوجةِ بالحليب،
أتبعهُا بالماء، والخُبز، والجُبنةِ الحُلوة،
الأمكنةُ تبدو شاغرة،
والطقسُ باردٌ جِدًا،
وأنا،
 أجلسُ لوحدي فيما يُشبهُ شكل المقهى.
.. الساعةُ ابطأ من كلِّ شيء!
كنت آمل أن تشجعينني على مُغادرتي الأخيرة،
أن تتبعي سير أيامي، بإطمئنانك عليّ، وشيء ثِقتنا، ذلك الّذي لا أحتاجُ أن أذكرهُ لكأو أعيدَ إحياؤهُ فٍيْ ذهنّك العُشوائِي الحَاضِر.. أو رُبما ذهنك العاطفي المحضّ في تلك اللحظة!
...

لا أستطيعُ كثيرًا أن اختمَ زواية الكلام؛ لأننا نبقى .

: )