الأربعاء، مارس 24، 2010

اليوم صباحـًا  ،

بين الفتيات والفسحة الزمنية المفتوحة للعبث...

أمسكتُ قلم السبورة الأنيق،

لأتركَ كعادتي كلمتين جميلتين :

[ أنتـــــم الحياة ] .

تركتُ الصف قليلًا ، و عندما عُدّت وجدتُ الفتيات قد كتبن لي : 

نحن الحياة و نحن الأمل ...

حياة × أمل = زينب أحمد

: )
  


أحبُّكِ،
كما أحبُّ الرّعشة القدّيمة ،
و الطفلة بجديلتيّها و المــطر .


.
.


 [ سيبقى ياسمينكِ الأبيضُ يملأ القلوب و الطرقات ]

السبت، مارس 20، 2010

حنانيكَ سيدي !




حنانيكَ .. أجملُ الصمتِ هُو الّذي يجيء بعدَ لحظةٍ دافئة!



حنانيكَ سيدي،


فأني استنزفُ أيــامًا في ثرثرةِ الروح، في نُطق ألم .


إني أبذلُ لغةً تقتلني، تبعثني، تُقصي مني أشيائي، ترسمني حُزنًا...


حُزنًا للبوح،


حُزناً للجُرح،


حُزنًا لمتاهاتِ لحظةٍ باردة!






حنانيكَ سيدي،


فكلُّ ما غربني هُو الأخضر،


و كُل ما أوجعني هُو الأخضر،


وكل ما أبقاني هو الأخضر!


والرحمة " كُلٌّ " هي أنتَ سيدي!






فحنانيكَ حنانيك !


أنتَ علمتني و الحياةُ – أنت – أن لا حُدودَ للعلم، أن لا حدود للجمال، أن لا حُدود للعطاء .


حنانيكَ أني أشكو – والروح مُتعبة- ألم أيامٍ تستنزفني ...






حنانيكَ اشتاقُ دفقَ الصمتِ في لحظة دافئة!


حنانيكَ خُذني إلى حيثُ أخضر...


حنانيكَ رحمة الإله !



الأربعاء، مارس 17، 2010

كأنا!



ملفُ مسودّاتي، يركنُ قُربَ جهازي تمامًا،
وفيهِ من حُزنِ الأشياء، ما يفيضُ به قلـــبي ...


وأنا بين شاشة وشاشة،
ووجهِ و آخر،
أشعرُ وأنصتُ ، أكتبُ وأهذي وأعلق .




أذني تؤلمني،


وأشعرُ أنفاسي باردةُ جدًا،
كمن عزَمَ على أنّ يعودَ لهذيان الشتــاء البعيد ...




لا أجملُ من فقدنا !

كالحياة



اللهم صلّ على مُحمد وآل مُحمد .

 
كان مساءا هادئًا ذاك الّذي، زرتُ شقيقي الأخر 12 سنة في غرفته الـ تجاور غرفتي، كان يضعُ شيئًا من الورق بين يديه، و يحرك قلم الرصاص بسلاسه بين أصابعه، و هو يثرثرُ بصوتٍ منخفض .


كنتُ قد جلستُ بجانبهِ، و سألتهُ عما يكتب !


قال لي : تعبير !



ثم أردف : أفكرُ أن أنقل من الأنترنت و أنتهي!



قلتُ له بهدوء : لا ، أنتَ تسطيع أن تكتب .



قال : لستُ أديبًا مثلكِ !



قلتُ : لكنك تشعرُ ، تحس ، تتكلم ... و هذا يكفي!



صمتَ بعمق .



قلتُ له : سأذهبُ أنا الآن، تعال إلى غرفتي عندما تنتهي !

 
قال : حسنًا .



و جائني بمسودتهِ !



 
[ أحيانًا انظر إلى السماء، أجدها صافية وجميلة، و الغيوم البيضاء، تزينها، و أشعة الشمس تُصفيها،






ولكن عندما يأتي الشتاء، تتخلها الغيوم السوداء، و منها البيضاء، و يهطل المطر !

 
كم هذا المطر رائع النظر جدًا، و الوان الطيف بعد هطولهِ خلابة .



ثم سيأتي الربيع، وتتفتح الزهور و النباتات بأنواعها...



هكذا يحدث كلّ سنة .





عيسى أحمد



إذاعتي

بِسمِ مِنْ خَلَقَ فَأبَدعْ !



بسم اللهِ الرحمنِ الرحِيم .




نبدأُ معكنَ حيثُ يَبَدُأ الصَباح، لنِحملَ مَعـًا حقائِبْ الحكايةِ الّتيْ نُحِبّ، فنجيء معـــًا، نستمعُ، نُفَكرُ ونتعلم ... فِيْ رغبةٍ نحنُ دائمــــًا لأن نَقَتَحِمَ تَفَاصِيلَ الأشياءِ و مكنونُاتِها .


فِيْ رَغَبةٍ لأن نَكًونَ حُلمًا مُثابِرًا على طريقِ الحياة السليمة؛ ولهذا نحنُ نبدأ تمامًا مِنْ كِتابِ الرحمة، من آياتٍ سليمةٍ مُقدسة، والقارئة : [ ... ]



+ لِكيْ نَجِد الطريق، لكي لا نتيهَ فِيْ غَيَاهِبْ الجهلِ المؤلم، نلتمسُ مِن اللهِ أن يُوفقنــا، أنّ لطاعةِ من يُسددنا، يُرشدنا للخيرات، وفقهٌ دعائية قصيرة، و الطالبة : [ ... ]






- جَاَء فِيْ دُعاءِ مَكَارمِ الأخلَاَق للأمامِ زين العابدين ( ووفِّـقني لِطاعةِ مَنْ سَدَّدَنِيْ و مُتابعةِ مَنْ أرشَدنِيْ )، حيثُ لا يمكنُ لنا أن نَعَتمدَ على علمنا و تَجربنا الخاصة وحسب! ، فنحن بحاجةِ إلى التوفيق الإلهي، إلى نجدَ من هُو أعلمُ مِنا، و أكثرَ خِبرة، لتستفيدَ من العلم و التجربة من خِلاله، من دون أن نتورط في الممارسات الخاطئة والمُلكفه، فلنسألَ الله ذلكَ التوفيق، و لنحمدُه عليه، و تمسكَ بمن ينصحنا و يُحبّ لنا الخير، كُل الخير.





+ لمعلمتي فضلٌ وجهدٌ أثيرٌ في نفسي، ولهذا عليّ أن اعرف حقها وأرعاهُ جيدًا، هُنا أقف و إياكن – قليلًا – لنتعرفَ عليهِ، و الطالبة : [ ...]



- جاء في رسالة الحقوق لأمام زين العابدين عليه السلام ( ... و حقُ سائِسكَ بالعلم: التعظيم له و التوقيرُ لمجلسهِ وحُسنٌ الاستماع إليهِ والإقبالُ عليه و أن لا ترفع صوتكَ عليه وأن تُجيب أحدًا يسألهُ عن شيءٍ حتى يكونَ هُوَ الّذي يُجيب و لا تُحدثُ في مجلسهِ [ أحدًا ]، و لا تغتابَ عندهُ أحدًا وأن تدفع عنهُ إذا ذُكرَ عندكَ بسوء، وأن تسترَ عيوبهُ وتُظهرَ مناقبهُ ولا تُجالسَ لهُ عدوًا و لا تُعادي لهُ وليًا، فإذا فعلتَ ذلكَ شهدت لك ملائكة الله بأنكَ قصدتهُ و تعلمتَ علمهُ لله جلَّ اسمهُ لا للناس.







+ لأنَ الحِكمة ضالة المؤمن دومًا، فأننا نبقى نبحثُ عنها، نقرؤها و نتأملها مع الطالبة : [ ... ]





- من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله: من أظلم نور تفكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله، أفسد عليه دينه ودنياه.

 


وصلنا إلى حيثُ تبدأ الحكاية، حكاية الروح، حكاية الجمال .





يومٌ دراسي موفقٌ للجميع .



السلام عليكم و الرحمة الله و بركاته .


.

الجمعة، مارس 05، 2010







أنتهدُ فوقَ وسادتي كمن يشربُ الشاي بملل الأشياء الجامدة !




أتحسسُ صدري ممتلئـًا جدًا، كـأنّما الأحلامَ فيه تعلو من قلبي إلى رئتيّ، إلى حلقي، و تحيلُ فـيّ غصة هائلة، غصة تمدّ في جسدي كُلّه، تجعلُه ثقيلًا/ متشبثًا بشهية صمتٍ مغلق و بعيدٍ جدًا !


أخجلُ من داخلي عندما أشتهي أن ألعن الفقراء مثلي، الفقراء كل الفقراء وأحلامهم !


فهي – الأحلام فينا – وحدها شيء قادرٌ على تحريك دهشة الحياة !


نعم ، أخجلُ لأنني أحترمُ فـيّ وفيهم القدرة على تحويل الألم إلى طاقة هائلة للإبداع و القدرة !


وأعودُ لتلك الشهية، وأتسأل عن ماهيتها فيّ، و أجدها شيئًا ... هو فائضُ رغباتي الصغيرة التي تكمن في أدوات اشتهيت شرائها مؤخرًا ، أدوات أحتاجها لأفرغ فـيّ شكلًا قدّيمًا من أشكال الألم ، لأرسم .






جَبرَ خاطري وكَسرهُ وُجودُ علبة ألوانٍ زيتية في حوزتي ، كنتُ قد خبأتها منذ زمن أسفل السرير، تذكرتُها ذلك المساء الذي ابتدأت به عطلة الربيع، تذكرتُها في ذروة غرق ذهني لحساباتي الصغيرة الضيقة التي لا تترك لي فرجة أتقني بهـا لوحة قماشية مشدودة إلى أطر الخشب، وهذا ما فسرَ لِي تمامًا هوائي الثقيل المكسور في صدري.






أصمتُ بيني وبيني وأذكرُ أن حساباتي ضاقت حبّا لأن أسجل عضويتي في جماعة الفن التشكيلي، و أذكرُ صخبَ ضحكةٍ مُرّة في فمي وأنا أخبرُ أختي أني سأسجلُ عضوية الجماعة دون أن يكون بين فوضاي ورقة بيضاء أفرغُ فيها حُزني !






غير أني أذكرُ بأنهُ كان عليّ أن أرافق صديقتي إلى المركز لنتمَ تسجيل العضوية تلك، غير أنني اعتذرتُ عن ذاك تمامًا، و تجاهلتُ اتصالها الذي تحملُ فيه أمل مرافقتي إياها، و تركتُها تغادر وتسجلني لأتجنب رغبتها أن نزور المكتبة سويا !






هي التي أهدتني كراسة قبل ذاك بليلة، عندما أفصحتُ لها - نتيجة ضغط ذهني - أنني لا أملكُ الورق !






...


يعودُ الصباحُ تاليًا الصباح الّذي قبله، و فيّ شيء يتراكمُ وأنا أنتهدُ فوقَ وسادتي كمن يشربُ الشاي بملل الأشياء الجامدة !






زينب أحمد


2010-02-16





في تلكَ الأيام الصعبة، حيثُ كنتُ أفتقدُ نوم الأحلام ، حيثُ لا أغادر كُتبي سوى حبًّا لبعض تركيز لا أجدهُ بين أكواب الشاي الأربعة !








في تلك الأيام الصعبة، تتجلى فاصلةُ الزمن المعلق، و تنثني الأشياء في الأشياء تعلقًا و أذى.


في تلك الأيام، حيثُ أصمتُ كثيرًا ، و أمسكُ عيني من أن تُهطل الغيم الـ فيها، حيث آكل كثيرًا ، و أتأمل قليلًا، و أخاصم حُزن الورق ، و أبوح لأمي بخجل : تعبت الدراسة .. تعبتها قليلًا !






في تلك الأيام، أحلمُ أن لا أتراكم هكذا ! ، و تغتالنُي شهية أن أبذل شيئًا من ألمي ، شهية أن أكتبُ لكِ فجرًا و أنا في أعجب حالاتي، أن أكتبَ لكِ بعد أن أطالع جدولكِ الصغير ذلك الذي دونته على قصاصة ورقية صغيرة و تركتهُ جانبًا يذكرني بكِ ، أنا التي لا أنسى أبدًا!، نعم، أن أكتبُ لكِ حُروفًا صغيرة فائضة بالأمل بالحياة و الحُلم، حُروفًا أحبهُا، حُروفًا تعودتُ حُزنها، تعودتهُ مثلي مبذولًا بجمالِ النمو ، نمو الألم !









أشعرُ بحُزنِ الأحَلامِ حدّاً تَهطلُ فِيهِ عِتمتها فيّ فلا تُبقِي ضجيجًا يافعًا أتقوى بِه على الألم .




الحديثُ في فمي معلق، و الحياةُ التي يكنزنها صدري شيء أشبهُ بالخطوط الّتي ترسمها الدماء الباردة في أنحائي، شيء هادئ يمدّ الإلهام، يحملُ الوجع، يُعطي حبًّا و يأخذُ أشياء أخرى، هو كهذا مثلي .. يحبُّ أن يمرّ دون أنّ يمرّ !

وطن

الدماء تستنزفُ منهُ بقايا عذاباتهِ القدّيمة ، ممدًا وسطَ عتمة الأشياء كان، يداه تبدوان كشيءٍ واحد معلق بـأملِ، و فمه يحملُ رائحة تفاحٍ راحل نحو المستقبل، هو الذي بدا في لحظاته الأخيرة كمن يبذرُ في الهواء صوتًا خالدًا :



- ألسنا على الحق ؟ ... ،إذاً لا نبالـي، لا نبالي !






كأن حُزنها الحياة

أنا أشتهي أن أمسحَ دمعتي بكم قميصي المؤلم الـ يلتصق بجروحي القديمة، تلك الدمعةُ التي لا تسقط فيّ، لشدما أغالبُها في عينيّ، و أعاندها بعقلي القديم اللا واع :-






( أنتَ بخير، ... لا تبك لأجلها يا صغيري، سأجلبُ لكَ أختاً أخرى ، لا تبك، الرجال لا يبكون، الرجال لا يبكون ) .






تلك فكرة راودتني و أنا أدخلُ في صفوف العزاء أكثر بسنوات عشرٍ ملتهبة، أدخلُ الصفوف و أنا كالرجال الذين لا أحبهم .. لا أبكي ، اليوم هو الحادي عشر من محرم الحرام تماماً ، اليوم وجدتني بين أصدقائي ، أغرقُ في أصواتهم ، أعلو معهم ، ألطُم صدري معهم ، فقد كنتُ اليوم - على غير عادة - حاضراً كلّ المجلس، منعني عزيز من أن أغادر بعد المحاضرة ، أصرّ عليّ ، شدّ على يدي ، فبقيت، و ظننتُ أنني لن أستمع أو أنني حين أستمع لن أشعر بشيء كعادتي تجاه ما يؤلم، لكن ما فتئ المطرُ يتجمعُ في عينيّ ،أني أشعرُ بشيء لا أعرفه ، آآ.. أنا أبكي !






انفعلت بالدموع أكثر حين عانقني عزيز .






قلتُ له :




إنها امرأة تعلمُ البكاء يا صديقي !








[ مشاركتي في أمسية الصوت الزينبي ]