الجمعة، مارس 05، 2010







أنتهدُ فوقَ وسادتي كمن يشربُ الشاي بملل الأشياء الجامدة !




أتحسسُ صدري ممتلئـًا جدًا، كـأنّما الأحلامَ فيه تعلو من قلبي إلى رئتيّ، إلى حلقي، و تحيلُ فـيّ غصة هائلة، غصة تمدّ في جسدي كُلّه، تجعلُه ثقيلًا/ متشبثًا بشهية صمتٍ مغلق و بعيدٍ جدًا !


أخجلُ من داخلي عندما أشتهي أن ألعن الفقراء مثلي، الفقراء كل الفقراء وأحلامهم !


فهي – الأحلام فينا – وحدها شيء قادرٌ على تحريك دهشة الحياة !


نعم ، أخجلُ لأنني أحترمُ فـيّ وفيهم القدرة على تحويل الألم إلى طاقة هائلة للإبداع و القدرة !


وأعودُ لتلك الشهية، وأتسأل عن ماهيتها فيّ، و أجدها شيئًا ... هو فائضُ رغباتي الصغيرة التي تكمن في أدوات اشتهيت شرائها مؤخرًا ، أدوات أحتاجها لأفرغ فـيّ شكلًا قدّيمًا من أشكال الألم ، لأرسم .






جَبرَ خاطري وكَسرهُ وُجودُ علبة ألوانٍ زيتية في حوزتي ، كنتُ قد خبأتها منذ زمن أسفل السرير، تذكرتُها ذلك المساء الذي ابتدأت به عطلة الربيع، تذكرتُها في ذروة غرق ذهني لحساباتي الصغيرة الضيقة التي لا تترك لي فرجة أتقني بهـا لوحة قماشية مشدودة إلى أطر الخشب، وهذا ما فسرَ لِي تمامًا هوائي الثقيل المكسور في صدري.






أصمتُ بيني وبيني وأذكرُ أن حساباتي ضاقت حبّا لأن أسجل عضويتي في جماعة الفن التشكيلي، و أذكرُ صخبَ ضحكةٍ مُرّة في فمي وأنا أخبرُ أختي أني سأسجلُ عضوية الجماعة دون أن يكون بين فوضاي ورقة بيضاء أفرغُ فيها حُزني !






غير أني أذكرُ بأنهُ كان عليّ أن أرافق صديقتي إلى المركز لنتمَ تسجيل العضوية تلك، غير أنني اعتذرتُ عن ذاك تمامًا، و تجاهلتُ اتصالها الذي تحملُ فيه أمل مرافقتي إياها، و تركتُها تغادر وتسجلني لأتجنب رغبتها أن نزور المكتبة سويا !






هي التي أهدتني كراسة قبل ذاك بليلة، عندما أفصحتُ لها - نتيجة ضغط ذهني - أنني لا أملكُ الورق !






...


يعودُ الصباحُ تاليًا الصباح الّذي قبله، و فيّ شيء يتراكمُ وأنا أنتهدُ فوقَ وسادتي كمن يشربُ الشاي بملل الأشياء الجامدة !






زينب أحمد


2010-02-16

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق