الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010




[ 7 ]

أفتح جهاز التسجيل :

عندما تقول مستغانمي.. أننا لا ننسى بل نغير ترتيب ذاكراتنا،
أشعرها تَـدرسُ جدليّة الفروق بين الذوق والتذوق، بين العاطفة والتطبيق،
بين ما نتوهمهُ أيضًا من قول نيتشه ..حيث أن " الكذب شرط للحياة "
وبين المشاعر الحاضرة والشروط النبيلة الفطرية الأخرى.
ولأن الكتابة تُؤثثُ بيننا الترتيب،
اليوم،
أنا،
لن أكتب لك شيئًا !
لن أجن بصف الأحرف .. إلا على شفتيّ !
وسأبوحُ لك كثيرًا،
وسأخبرك أنها مدينة باردة،
وأن الغرباء فيها يدعون دهشة التفاصيل المألوفة،
وأنها لم تكن إلا شيئًا مقتطفًا من الوطن !
..
أنا لم أنم شيئًا يُذكر،
لم أستطع أن أفعل..
أيقظتني رسالتك الصوتيّة،
[ + عزيزي،
عزيزي،.. أستيقظ ..كفاك نومًا !
هيّـــــا ..
قم!
وأهتم بنفسك..
مع السلامة. ]

كنتُ اتثاءب بعمق،
كان الهواء يحفزني للتفكير فيما هو علمي، وما هو عملي .
كان راسل يقول بأن التقدم وحدهُ مسألة علمية، بينما الأخلاق مسألة عملية،
أيّ أنهما كما قال أستاذنا الرياضيات ذات يوم:
حادثتان غير متنافيتان!
أي أن حدوث الأولى لا يشترط حدوث الثانية.
أي أن التقدم العلمي لا يشترط التقدم الأخلاقي، بالضرورة ؟!
لهذا نحن نسير بالمقلوبِ أحيانًا،
حيثُ نُغلبُ بعض حاجاتنا أو رغباتنا أو غرائزنا حتى !
أو نستعذبُ تطبيق بعض قوانينا الخاصة،
لو كانت خطأ أو تحت تأثير تربية إجتماعية وسائدة ومكسورة ؟!

أيّه، يا عزيزي البوح في [ كيفما اتفق ] ، مغرٍ جدًا، لو كانَ فوضويًا بشأن فكرة،
فهو غاية منسقة تراكمت من الداخل .

سأراك بخير.
كلّ التحايا .
...
أغلقتُ الجهاز،
تَخَثَر  كُوبُ الشاي كثيرًا،
وأنا أشعر.. الضوء ينتظرُ النوافذ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق