الجمعة، أكتوبر 01، 2010



يقول الأديب فؤاد مرعي [ يحدثُ أن تحتشد أيامُ العمر كلها في يوم واحد]، وأنا اليوم بفكرتي الّتي تنصُ على الدراسة الجدلية للأشياء، أعلل إمكانية أن تأخذَ التفاصيلُ مجتمعة في مساحة زمنية محدودة –كاليوم الواحد- شكل الأيام الأخرى في العمر المديد، ذلك الذي يقطر أشياءه المحتشدة في أوعية وقتية، نتوهم أكثر ما نتوهم، أنه بذلك يكون أكثر ملائمة لمقدرتنا على الاستيعاب، وبعدًا إذا ما كان وهمنا ذلك أقرب إلى الصحة أو أقصى.


فأن آلية مواجهة الأشياء المتقاطرة المحتشدة مقرونة بــ [ يحدثُ أن... ] ،جدلًا قابلًا لما نُفكرُ به على كلّ المستويات الّتي تفترضُ قياس محصلاتها عندنا، كـ مستوى الحياة وحصيلة الذاكرة، تمامًا!

فنحن نواجهُ مستوى الحياة هذا في [ يحدث أن ... ] بحصيلة ذاكرة !

وبصياغة إنسانية أخرى ، فنحن نواجه مستوى العاطفة الشيئية- أكثرُ الأشياء غموضًا- بحصيلة حُبّ، تراكمية أو متقاطرة، مجموعة من أوعية التفاصيل الزمنية المديدة!

نحن الذين ننمو في قريتنا كعشبٍ أخضر ونُزهِرُ فِيْ سمائها غيمًا، حُلمًا، نحنُ الّذين بُذرنا فيها للروح .

نحن الذين، كَبُرنا بين ثنايا الأزقة، وانعطافاتِ النخيل، نحملُ حقائبنا الممتلئة، جدائلنا المحبوكة بالحُبّ، وكُلّ يقظتنا الّتي زرعتها البيوتُ الدّافِئة، يديّ أمي وعينيّ أبي، أكوابُ الحليب، ومعاطف الشتاء، و الرياحُ الهادئة...

وكل الأشياء الّتي تُبادِلُنا حَملها؛

لنصلَّ هائمين بأوعيتنا الوقتية تلك ، إلى ما نودُ أن نصلّ إليه، بكتبٍ ودفاترَ وكُراسات، ومقاعد، ليس هذا فقط.

بل بكلّ الأصابع الّتي تُقاطِع الأشياء المحتشدة في أذهاننا، بكلّ الأصوات التي تنتشلنا من نُقاطِنا البادئة الصغيرة إلى طموحاتنا الكبيرة المتعالية.

فتسدنا وتُمسكُ بأيدينا، لتمثلَ محصلاتنا الرائعة في الذاكرة ، جمالا، روحــًا، حُلمًا، في السلام والحُزنٍ والرغبة، للحيــــاة والبقاء والّدهشة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق