الجمعة، أكتوبر 23، 2009

يحدثُ أن يبعثُ التكاثفُ الذهني - بأمر ما - رغبة مُلحةً في الحديث عن أمور لا صلة لها به ، كأنّ ازدحامه محض إليه ، إذا أنّ من الصَعبِ عليه أنّ يحتفظَ بفراغ لبعض الأفكار العابرة الأخرى ، و لذا فأنني في حفنة وقتِ ترابية بطرف اليوم ، كنتُ أثرثرُ بإصرار عن فصول الحكاية التي تعَبرُ ذاكرتي، كان الوقتُ ضيقاً و مشتتاً بين الكُتب و بقايا الحروف الملعقة على السبورة و الواجبات التي تخبئ أعماقها في الدفاتر و التفاصيل التي نحتاجُ تمامها غدا و اليوم و دائماً ، كان صدري ينطقُ بلساني بضيق عن الإخفاء أكثر ، كأني أفتقدُ للحياة و القدرة على رواية ما حدّث و يحدث بصيغة كلامية لا أكثر ، شعرتُ بتورط زميلتي في تفاصيلي التي لم تحضرها يوماً ، وأنا أستمر أروي بالرغم من كل الفواصل و الفوضى التي تخلل تسلل تلك الحكاية القصيرة تلك التي أحببتُ زواياها التي تحرّضني أن أكون كبيرة في كلّ شيء ! ربما يجبُّ علينا أن نحافظَ على قدرتنا الكلامية حتى الحد الذي نستطيع فيه أن نتوازن داخلياً ، و أنّ ندركَ متى نتحدث و بما نتحدث و كيف نُغرقُ بنا الوقت و الورق إذ ضاقت سُبل الكلام إلى آخرين !
حتى اليوم صباحاً لم أكتب فوق مسوداتي الورقية شيئاً سوى جملة واحدة :[ جميلة هي النصوص التي تحتفظُ برطوبتها الأولى إذا أنها تُحدثُ في كل قراءة طحالب ذهنية جديدة ] .
و أنا شخصياً أعتقدُ بأنّ هذه النصوص نتيجة لرغبة تكاثف ذهني فوق العادة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق