الثلاثاء، أكتوبر 13، 2009

رائحة ورق يتمزق !



خرجتُ أتنفسُ من قاماتِ النخيل التي تتنحى على الطريق لتفسحَ مجالاً للحياة .. أخضر ! ، و ما في صدّري إلا أنا و رغبة غامضة و ملحه .. تحرضني على قتل القلم الذي يسكني و يجعلني [ دّهشة ] بالرغم من كلّ الحماقاتِ التي أحملها ..!
اليوم أذكر بشكل خاص و استثنائي جداً يوم أنّ كتبت [ مدهش ] أول مرّة ، كان ذلك في الابتدائية إذ كان عليّ أن أنشئ جدولاً بسيطاً يضم الكلمة الصعبة و معناها ، و عليه يجب أن أرسم مربعاً و أفرقَه وسطاً بخط متوازن ، كنت يوم ذاك أود أن أكتبَ تلك الكلمة تحديداً ، بكل ما في خطي من وضوح لأنها عصيت عليّ كثيراً .. ! ، و لذا فأنني عندما جئت لأكتبها اصطدمت بالخطِ المتوازن في جدولي الصغير فأكملتها في السطر الأخر . . فأصبحتْ بقسمين [ مد ] في السطر الأول و [ هش ] في السطر الثاني !
لم أنتبه لأهمية تركيب الكلمة في سطر واحد سوى عندما تصفحت عمتي كتابي و تنبهت له فحدّثتني عنه ! ، كان لديّ شعور صعب و غامض و أنا أنظر إلى تلك الكلمة منتظمة في جدولي إذ صححتهُا و لم أدرك بعدُ معناها ، الذي ظلت تلاحقني به حتى النص الأخير الذي كتبتُه في العتمة فقد كان مشابهاً للشعورِ الصعب الغامضِ حيالها و كأنّهما ورقتين ذهنيتين ملتصقين في هذه الحياة.! .
أنا عندما أنتهي من كتابة نص ما ، فأني أتقاعسُ عن كتابة نص آخر سريعاً ، إذ إنّه يأخذُ مساحة مقتطعة من هيكلتي في أذهان الآخرين ، و أنا أكره أن أصير مبدعاً جداً ، و مدّهشاً جداً بثمن هو أنا و طاقاتي .
لكن .. أشعرُ بأنانية تجاه هذا المنطق إذا أني أكتبُ للحُزنِ و السلام و للتعبير عما يدور في أزقة الحياة من أوجاعِ و أحلام و فقراء و أذى ! ، هذا الشعور الأناني ذاته يجعلني أحتفظُ بالقلمِ في حقيبتي حتى هذا الصباح ، و هذا تماماً ما يحرّضني على تركهِ في الطريق إذا أني أجدُ للناس [ دّهشة ] لا شعور فيها هذه الأيام !

هناك تعليق واحد:

  1. الدهـشة ..!

    أصبتي وجعـاً ..

    فـماذا بعد الدهشة ..؟!

    يفترض أن ما يدهشنا يجعلنا نتأمل كثيراً ..

    و نحمل/ نستخلص شيئاً ذهنياً / روحياً بعدها..


    .
    .

    تحـية ..

    ردحذف