الثلاثاء، أغسطس 10، 2010


معهد الرسالة الثقافي
1431ه، / 2010 م.

مقال موضوعي تحت عُنوان:
الفتاة وعشق العبادة.


مدخل:

عندما تناولُ فكرة ما، نبدؤها تدّرجًا متواليًا، حبّا بأن نصلّ بها إلى المبتغى، حيثُ نرغبُ بها، تكاملـًا مرسومًا وفق منهجية صحيحة؛ للحياة.

ولأن جَمالَ الأشياء فينا ينبعُ من أصولها، ومعانيها، فأنُه ينبعُ حيثُ اللغة، والدليل العقلي، والعملي الكامن في النموذج التطبيقي تمامًا، في دلالاته على كون الأشياء أمورًا قابلة للتحقق.

وهكذا نحنُ سنمضي في مقالنا، وفقنا الله وإياكم لكلّ خير.


أولًا: العبادة.

يُذكرُ في المعجم العربي الأساسي:
عَبَد يعبدُ عبادةً : _ الله : خَضَع لهُ وأدى الفرائض.
ويُقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير قوله تعالى: ( وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالأنسَ إلَّا لِيعبُدُونِ ) . سورة الذاريات .
بأن العبد: هو الإنسان المتعلق بمولاه وصاحبه من قرنه إلى قدمه!.. وإرادته تابعة لإرادته وما يطلب ويبتغيه تبع لطلب سيده وابتغائه، فلا يملك في قبالة شيئًا وليس لهُ أن يُقصرَ في طاعته.
...، والعبودية الكاملة هي أن لا يُفكر الإنسان بغير معبودة الواقعي أي الكمال المطلق، ولا يسير إلا في منهجه اللاحب وأن ينسى سواه حتى ( نفسه وشخصه ) .

وهذا هُو الهدف النهائي من خلق البشر الذي أعدّ الله له الامتحان والاختبار لنيله، منح الإنسان العلم والمعرفة، وجعل نتيجة كل ذلك فيض رحمته للإنسان.

ثانيًا: نتطرقُ إلى لفتة .
الإشكال الذي يُطرح بأن إذا خلق الله العباد ليعبدوه فعلام يكفر البعض؟، وهل تختلف إرادة الله عن هدفه ؟
يقول الشيخ ناصر مكارم في هذا المورد بأن : ( الهدف من العبادة لم يكن إجباريًا، بل العبادة توأم الإرادة والاختيار، وبهذا يتجلى الهدف بصورة تهيئه الأرضية والمجال.. فمثلا لو قلت إني بنيت هذا المسجد ليصلي الناس فيه، فمفهومه أني هيأتهُ للعمل! ، لا أنني أجبرُ الناس على الصلاة فيه! ).


ثالثًا: العبادة عشق.
يذكرُ الشهيد مُطهري تعبيرًا عاليًا لمفهوم العبادة الصحيحة في كتابه مقالات إسلامية حيثُ يقول: ( إنّ العبادة الصحيحة هي التي تجذبُ الروح، وتغذيها التغذية الصحيحة).
إن الإنسان في غرائزه و تكوينه محكوم بفطرته التي تقرُّ الدين ضروه لا بدّ إليه منها،
قال تعالى: ( فطرة الله الّتي فطر الناس عليها ) ، سورة الروم.
وحقيقة فطرية الدّين ووجود العبادة الصحيحة التي تصلُّ بالإنسان إلى حالة التكامل و الاستقرار النفسي التي يطمحها،
بل ويصبو إليها عشقًا فهي غاية الخلق وهدفه، يُقررُ بها حتى عند الغرب،
فا هُو الطبيب النفسي هانري لنك يرى بأن ( من يعتنقُ دينًا أو يتردد على دار العبادة يتمتع بشخصية أقوى وأفضل ممن لا دين له، أو لا يزاول أية عبادة ) .

الخلاصة:
الإنسانُ يتمثلُ فينا كفتيات بكلّ ما لدينا من طاقاتٍ روحيّه وبشرية وبما يزدحمُ دائمًا بنا من رغبّات ورؤى متوهجة، بما هو حقيقة بنا كفطرة، وبما نضيقُ به ُمن كبت ، وحاجة للحبّ، للعشق،
يقولُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( طوبى لمن عشق العبادة وعانقها ) .
نعم، طوبى لنا حين نعشقُ.. وعيّا،
وانطلاقا للسير سليم، ومنهجية واضحة على خُطى أهل مُحمدٍ وآل مُحمد، وقد نهلنا من الثقافة الإسلامية وحُضور الإرادة، والعزم على قيادة النفس للناحية الصائبة، للكمال.

ولنا من النماذج التطبيقية ما يزرعُ فينا قابلية التحقق، ما يزرعُ فينا أن نكون كبنت الهدى عليها الرحمة، فتيات لأمنا الزهراء عليها السلام، فتيات للهدف، والحياة والجمال.

والحمدُّ لله ربّ العالمين.



المصادر: القرآن الكريم.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، المجلد 17 – الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.
مقالات إسلامية – الشهيد مرتضى مطهري.
التكامل في الإسلام- أحمد أمين.

زينب أحمد الشيخ علي.
حُرر في: 2 / 8 / 2010 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق