الخميس، أبريل 01، 2010

الطريق،



أحملُ جسدي بخفة، وأبدوُ في الصباحِ مُفلســـًا على غير عادة، كأنني تهتُ أخيرًا فِيْ قصاصاتِيْ الورقية الممشوقةِ بالحُبّ!


كأنني أقدرُ حقـــــــــــًا على أن أذوبَ في أشياء الضوء وأغادرَ حُزنَ التفاصيل إلى جلالها دون أن أدري!


ياقةُ قميصي تتنفسُ الهواء كالأبواب النصف مفتوحة، تمامًا بحذر فضولٍ شهيّ جــدًا.


وأنا أسندُ ظهري إلى كُرسي المقهى، أُغرِقُ أصابعي عمدًا في صوت المذياع الذي يجيء ممزوجــًا بروائح الناس والضجيج المبثوث من شرفاتهم الخلفية المغلقة، دون الأمامية المتروكة للعدم.


أنا اليوم أريدُ أن اكتب شيئا "عبثيــًا جدًا"؛ ولذا حشدتُ أوراقي وأنصافي وجلستُ بينها عشوائيًا.


أميلُ برأسي إلى كتفي اليمين، وأتأمل الرصيف بعينين هائمتين، أشتهي لوهلة قصيرة أن أخرجَ إلى الرصيف حافيـــًا، حاملًا فوائضي الذهنية القلقة، متجردًا مما يعلقني بين فكرة أنهيتُ إلصاقها على الورق وبين مصداقيتي التامة في قدرة تطبيقها عمليــــًا وبشكل مُتاح ومقبولُ !


نعم، أشتهي أن أمشي في الطريق،


وأن أمسحُ على رأس الأطفال الذي أدمن الفقر طفولتهم في مدينتي الجائعة،


وأن أبذر شيئـًا في أصيص الشرفات الميتة،


وأن أنثر شيئا من حُزن قلبـــــــــــــــي فوق رؤوس الأجساد الكبيرة الهادئة!


---


لذاك القادم، صوتٌ ارتطامه بالباب الحديدي، الـ يصلني قبل حشرجة المفتاح،


ولهُ أيضًا خُطوات القادمين العاجزة ذاتها،


أقلبُ القلم بين أصابعي بعصبيةِ حُلم ثائر لم يُكتب بعد، وأرفعُ رأسي بعد انحناء ورقي مديد.


أنظرُ إليهِ، وهوَ يقتحمُ زنزانتي على عجل بخطوتين مزعجتين، ثم يقف!


أنا، لم أر منهُ شيئـــًا؛ بدأ مثلهم غارقًا في الظلمة، مائلًا مثل فتيل ميت.


بقي برهة، ثم غادر.


وبقيتُ أتنفسُ بهدوء،


وأقولُ لقلمي سنكتبُ عن حُلم، وحياة ومقهى،غرقُ، تفاصيل ألم، وظُلم وحُزنٍ أزقة،


هكذا أنا، أنامُ على رائحة فرع أخضر لياسمين يحتضنُ أشياء الضوء، في فتحة جداريه ضيقة، ألهمُ الحُب، والناس والذاكرة.

هناك 4 تعليقات:

  1. وأقولُ لقلمي سنكتبُ عن حُلم، وحياة ومقهى،غرقُ، تفاصيل ألم، وظُلم وحُزنٍ أزقة،

    و حياة و طاقة و أمل و تفاؤل و عزيمة و جمال!

    ردحذف
  2. لعلّ ما بعد الفاصلة تُركَ لكِ عمدًا،

    لكن دعيني أقول أيضًا: أن بقاء القلم هُنا كاتبا [ عن حلم وحياة ومقهى، غرق، تفاصيل ألم، وحُزن أزقة، ]

    هُو لبعث كُل ما ذكرتِ.

    تأملي معي أنه رغم كل شيء ينامُ على رائحة ياسمين أبيض، وضوء، بإرادة إن يلهم الحبّ والناس و الذاكرة.


    تحية لقراءتكِ العطرة، جميلتـي.

    ردحذف
  3. استمري
    فكلماتك مداد لكلماتي

    :)

    ردحذف
  4. كُلّ ما نبذرهُ لله ينموُ،

    : )

    دعاؤكِ أيتها اللطف.

    ردحذف