الخميس، أكتوبر 08، 2009

فَصْلٌ؛ لا يُشبِهُ بقيّة الفُصُول !

مشهدُ عتيقُ يأخذُ من حنين ذاكرتي ، مساحةً مبلله بماء الطفولة الشهيّة ، فقدُ كنا في زواياه صغاراً ، نرقبُ الأرجوحة الوحيدة تحملُ بسمة أحدنا و تحلقُ به في فضاء الهواء ، وحدي سئمتها سريعاً.. كنتُ أرقبُ السماء الـ خلفتها الشمس الساقطة خلف خط الأفق العميق ، و أنا أشدُ عباءتي إليّ فأجمع أطرافها بقبضة هزيلة نحو قلبي ، و أجمع بالأخرى شعري الهائم نحو الأمام ، فأشعرُ حتى اللحظة و أنا أعيدهُ إلى الوراء ، أني أعيدُ إلي ّ أفكاراً ذهنية جد محضّة بعثرّتها العتمة و قطعت تسلسلاتها رائحة العشبُ الأخضر الممتزجة برائحة الخبرُ العربي الدافئ الذي أحضرهُ إلينا أبي في ذلك الليل ، لنأكلهُ و صبي أخر يجتر أختهُ وراءه ، نجهلُ جميعاً ملامحهُما الغصة و تفاصيل حكايتهما ، و لازلتُ أذكر اعتقادي أنّ الصبي لم يبدد دهشة أمي لوجودهما وحيدين في هذا الليل حين قال لنا بأنّ لهُ أباً قد تركهُ هُنا ليعودَ إليه بعد ساعات ! ، لازلتُ أذكر هيكلة عائلتي و نحن نجلسُ تحت النخلة الكبيرة في تلك الحديقة انتظارا لحضور والد الطفلين ، لا أذكرُ ما حدّث بعد ذاك ، أذكرُ فقط أنني شعرتُ بأن أن لوناً أحادياً بدأ ينمو فيّ و أن صدري يمتلئ بشعور غامض و أنا أنقلُ نظري بينهما فتأملُ حُزنهما تارة ، و أحوّلهُ تارة إلى عمود الإضاءة الطويل و هو يشاغبُ الأشجار بضوئه الأبيض الجميل .

هناك 4 تعليقات:

  1. http://www.fajrweb.net/forum/index.php?showtopic=23301&st=0#entry220701

    ردحذف
  2. أستمري في الكتابه,هنا من ينتظر كتاباتكِ ..
    وإن تزاحمت لديكِ الأوقات ..
    يجب أن يكون هنالك وقت للكتابه ..
    أنا أداوم على دخولها لأرى ما تكتبه مع تزاحم الدراسه ..


    أنا أنتظر ..
    موفقه لكل خير..
    أأملكِ بخير ..

    ردحذف
  3. رائعة يازينب
    وبالصدفة كنت أبحث
    عن أشياء من الإنترنت
    ووجدت مدونتك
    وهنيئا لي بأن أرى
    شابّة مثلك تكتب
    بهذا الإبداع
    دمتي يا أختي معطاءة
    وموفقة بإذن الله

    ردحذف
  4. من قلب القُرى إليكِ تحية مملوءة بالسلام ، شكراً للطفكِ .

    ردحذف