الخميس، يناير 08، 2009

شعبذة اللغة ..


للتْو انِدَلعْ الصَباَحُ فَوَقَ مَدَنِيْتـَهْم البَاَردةِ ، وَ لمْ أسَتِيـقظ أنَا بَعْدُ مَنْ غيَبْوَبةِ الَرَغَبَةَ ..!
أسَتَِبعدُ كُوبِي المحَمَومِ بالحِزْنِ وَ السُكَرِ ..
رَأَسِي مَشَدُودٌ نحََوَ الِمنضدةِ ، أقلامٌ بَلهَاء ضَائِعة تنَكَسِرُ فِي يَدْيّ إمَعَاناً فِيْ وَجَعِهْا النَاَئِمْ بِين لُغْةِ الشَرقِ وَ لُغْةِ الغَربِ ..
ذَبُلَتُ تِيكَ الأقلام حتى غَدَتْ تَغَتَرِبُ فِيْ كُلِّ مَكَانِ بِاسمِ ( الحُبِ و الأدبْ ) !
لا بَأسَ فـْ سَتغدوُ اليَوِم جمَِيلةُ أكَثَرَ !
إنِّـهْا هُنَا لـِ أسُقِطَ مِنْهَا كُلّ حِبرهَاْ .. لِه وحَدهُ ..
ليسَ هَذْا فَقَطْ .. بَل سَأَغَتَصِبُ كُلَّ أوَرَاقِي لأجِلهِ .. !
تَذَبُ فِيْ يَدَيّ نَشَوةُ مُبْهَمةُ .. كْنَصَرِ مُنْكَسْرِ بِالذَاكِرةِ !
مُنْذُ سَنَةِ تَـركَتُ دِراستي فِيْ الأدبِ العَربِي و رُحْتُ أدَرَسُ أدَابَةُ و أغَرَقُ فِيْ لغته ..!
كِيْ أكُتُبَ فَقَط عَنْ هَذَا الغَبَاءْ الِّذَيْ المتململ فِيْ صَدَرِي ، كِيْ أتَوَاصَل مَعْهُ .. ، كِي نَكُوْنَ مَعْاً ،كِي أفَهَمَهُ و أحَتَوِيه ، كِي يُحِبُني كَمَا أحببتُهُ و أحَبَبتُ أشِياءهُ و لغَتُهُ و تَفَاصِيْلهُ و حِكَايَتُنْا المبُعَثَرةِ بِفَوضَىْ الجَامِعةِ !

قَلمِي يَنِـزفُ ، يَعرَقُ ، يَبكِي ، يَنَتَفِضُ و يَسقُطُ لِيعلوُ أخـر و يـَملأُ المساحَاتِ البِيْضَاء!
أيه ! ، نِصفُ نَهَارِ و أكثرُ يَا كُلمِي و لم أنَتَبِه !
أي مُغَلفِ يِحَتوِيِ هَذاْ التَرَفِ ؟
...
ضَوَءٌ يَنَبِعثُ مِنْ هَاتِفيْ الأخَرِسْ :
- عُرُوْبة ، أسـمِعْتِ بِسَفَر يَوسَفَ المفَاجِئ !
ذُعرُتُ :
- مَاذا ! ، كِيْفِ ! ، مَتىْ ؟
بَبَرود قالتْ :
- نَعَم سَاَفَر ، اليَوَم صَبَاحاً ! ، ودعناً قَبِل بَدأ المحاضرة الأولى !
بالمنَاسَبةِ لِم لم تحَضِري اليَوَم ؟
فَقَدتُ شَهِيْتي لذَلكَ العَالم دَفَعةُ وَاَحَدةِ .. !
أغَلَقْتُ الهَاتِفْ ..
.. رَكَضْتُ نَحَوَ مَكَتَبَتِي العَرَبِيْةِ ..
شَرَعْتُ أبَواباً على تراثي العريق !
بكيتُ كثيراً حينها !
أَيَحْدِثُ لأثنَى عَربِيةْ أنّ تُدمِن حُبّ رَجُلٍ أجَنَبِي - لاْ يَنَتَمِي لِبادِيَتِهْا -

حَداً تخون بِهِ كُلَّ شَيءٍ .. حَتىْ الُلغة ؟!
.. حَاوْلتُ اجتِذْابَ السَكِينْةِ ، فأخَذتُ حمَاماً بَارِداً
ثمّ عَمَدْتُ إلىْ فُستَانٍ أسَودٍ فَضَفَاضٍ ، كُحَلةٌ غَامِقَةٌ ، أحمَرُ شِفَاه ، عِطرْ ،سِوارٌ ذَهَبِي.. أسَدلتُ شَعَرِيْ لأسَتفِزّ أنُوثَتِي أكَثر !
عُدتُ إلى الشُرفة لمَلَمْتُ مُسودَتِي المَجَنُونِة تِلكَ ، و مَضِيتُ للأرصِفَةِ ..
اسِتَقَبَلْنِي ذاكَ السَيد .. هُو أُسَتاذَيّ الأوَلْ .. فَقَدْ شَجَعَِني عَلى دِرَاسةِ تِلكَ الُلغةِ الحَمَقاء.. !
- مَرحَباً بكِ ، أتَشَرفُ بِزيَارَتكِ لـِ مَكَتبِي الشَخَصِي ..
غُصّةُ تُحَرِكُنِي و أنْا أُجِيبُه بِذاتِ الُلغة :
- عَفَواً مِنْكِ ، لديّ مُسوَدةٌ لِلنَشرٍ !
صَاحَ بِسعَادِة الأسَاتِذةِ :
- آووو .. حقاً ! ، أينَ هِي ؟
قَدَمَتُها لَه ، كَأنمَا أُريدُ أنّ أهِبةُ انِزِعَاجِي الأولْ !
تَوَاعَدنْا عَلى كَثِيرٍ مِن الخُطُوطِ العَرِيضّةِ لِلمَشرُّوعِ نَشِر المُسّودةِ التّي تحَمّس هُو لهَا بِدهَشة !
مَشروُعْ تَركَتُهُ خَلَفِي دُوْنَما اكْتِراثٍ .. أو اهَتِمامٍ بِزَوَايَاهُ !
...
بَعدَ شَهرٍ وصَلتَنِي نُسخَةُ مَطبُوعَةُ مِنْها ! ، شَعَرتُ بِألمٍ حَادٍ فِي ذَاكِرتِي حينَّ رَأيِتُهْا مُعنَونةً بِاسمِي ! ، الأسَاتِذةُ هُنا قَبِيحوُنَ فِي مُفاجَأتِهم !
وَجَدتُ وَرَقةٍ صَغِيرةٍ مُشَوهَةٍ تَسِّقط مِنْها ..
( يُوسِف ) يُهنْئُنِي عَلى هَذّا الإنِجَازٍ و يَطلِبُ مِنْي تَزَوُجَهُ ..!
ابتَِسمتُ بِقَرفٍ ! ، و لجِنُونٍ ..
قَرَرتُ أنّ لاْ أجِيْبهُ ..بَل قَرَرتُ أنّ أتَجَاهَلَ هَذا الأمرَ نِهائياً ..
فأنَا لَستُ بِحَاجَةٍ إلِى كَوَابِيسَ لُغَوِيةْ ، بَعْد اليَّوم !
سَأتركُ هَذِهِ المَدِينْةَ و أعَودَ إلِى قَرَيَتِي .. و لأتَزَوجَ أقَربَ رَاعِي غَنَم فَصِيحٍ هُنَاكْ !



هناك تعليقان (2):

  1. شَعبذتُكِ جَمـيلة

    بتُ أكررهـا حتى أدمنتُ قِراءتها ..

    شُكــراً غـاليتي ..

    لاتعليــق .. فَقط أردتُ أن أُداعب هذا المكـان .

    فَـ كم هو رآئـع

    ردحذف
  2. لا تشكريني ، فالغباء ليس حُسناً !

    ردحذف