الأربعاء، يوليو 14، 2010


لا أعرّف إن أثر بي كُوبُ الشاي الخفيف، الذي تناولتهُ إبتداء الفجر،
أم أنها رغبة القراءة تسلقُ كلّ جدراني الدّاخلية، لتوقظني،

بيتنا حيوي،
بالرغم من إنه كان وقتًا متأخرًا جدًا،
ولعله صار شيئًا من صباح باكر،
إلا أن الحقيقة، أن أحدًا هُنا لم ينم .

تركتُ العتمة التي قصدتُها لأغفو قليلًـا ،
وأنا أمسحُ نظارتي بطرف لباسي،
خصلاتي المهملة المكوية تنسدلُ على وجهي،
بينما قدماي تنزلاقان بخطوات ناعسة،
صادفتُ والدايّ على الدرج،
كان أبي مرتبكًا،
وكانت أمي بعبائتها تحملُ وجهًا متعبًا، وأحمرًا كذلك ،
لم أسألهما إلى أين يذهبان،
فقد بدأ لي بديهيًا أنهما يقصدان المشفى،
وكنت تمامًا، أنظرُ إلى أمي بصمت،
وهي تسألني أن أدى جميع أخوتي صلاة الفجر،
فأجبتها،
ومضتْ .

جلتُ في البيت،
وبي رغبة أن أسكن إلى كتاب،
إلا أنني لم أجد مكانًا شاغرًا يروقني ألبتة .

رفيّ مملتئ إلى مداهُ الصغير،
وذهني جائعٌ إلى حياة مديدة، للورق، للثقافة، لجدلي الداخلي،
للدّهشة المعلوماتية الهائلة، الّتي أحصدُها فيما تبذرهُ الكلمة،
لما يبدوُ في وهلتهِ الأولى سؤالًا لإجابة، مرّت كلّ الأشياء بأصالتها لتجيب عليه،


الروحُ فيّ،
تتلهفُ للنقاء، للصدق، ... للتحليق والرضــــــــا .

اشتاقُ كثيرًا، لأستاذتي.
لأن يمكنُ لعينيها أن تعيدّ تحريكَ الأمل الذي يترسبُ في كطاقة كامنة،
لأن يمكن لعينيها ، أن تعيد توزيع الضوء على كلّ مساحاتي، التي استأثرَ بعضها بالتوهج، ومال الأخر بعضها الأخر للعتمة.

وعندما أكتبُ لها رسالة هذا الصباح ويأبى الجهازُ النقال بعثها،
أنتهدُ عميقًا، ويمتدُ خيط غامق إليّ، وأنا اسألُ: لماذا لا تصلّ؟!
أجيء هُنا، فأتركها على البريد، بأمل أن تقرأها لاحقًا، دون تفاؤل كثير،بـ متى ؟!

أنظرُ إلى النافذة،
يخبرني ضوئها اللطيف
أن الشمسُ بدأت تشرق،
ابتسمُ وأنا أتذكرُ دهشتي بالألماني نيتشه.
حينَ يتحدثُ عن تكرار التأريخ وإنقلابه في نقطة تشبهُ ما يحدثُ دلوج كلّ يوم،
ابتسمُ ربما، لأنني أحببتُ أن أعاندهُ فأقولَ، بأن بعضَ الأيام عصيّة على الأنقلاب/ التكرار، في أزمنة أخرى!
ابتسمُ وأنا أشعرُ الشمس تشتعلُ أطرافَ السماء، بدف مُلون،
ثم تبعثُ رائحة الأشياء الرطبة، وندى النخيل المتعال جدًا،


وأبقـــــى،
بأفكار قد تمر، ولا تمرّ يومًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق