الخميس، سبتمبر 10، 2009

رسم القرى 5

في الشرق تنمو الشمس و تحبل السماء بالضوء و الحياة ، و في قريتنا تحبل بالهمّ كما تحبل بكلّ الأشياء
هم كانوا يحملون إليها جنازة ملؤها العطر و الأسود ..
و كنت اليوم لوحدي أستند إلى جذع الشجرة القديمة ، أتنفسُ الماء و أغص بالهواء .
تركت في بيتنا واجباتي الذهنية ، و لوحة زيتيه صغيرة و كلّ ما طلبته أمي مبعثراً فوق طاولةٍ خشبية .
و تركت لي الجنازة - التي يحملها الناس - عزيزي ..
تركتُه في زقاق قريب ، يمشي بهدوء مألوف و الشمسُ تضيء وجهة البعيد ..
عندما أتأمل هذا الفتى أجدُ كلّ شيء فيه يبكي ..
أصابعه ، حقائبه ، خصلاته ، أهدابه و فتحة قميصه الضيقة ..
عندما أتأمله أجدُه مثل الأشياء التي تأخذُ وجه كلّ الأشياء ..
و أذكر اليوم كلاماً ذهنياً سابقاً لنا ..
أذكر أني قلتُ : أنتَ لستَ منذوراً للبقاء و أنا أعلم ! ، لكنّكَ كالأمنيات تولد بحجم العجائز ، كبيرة و حكيمة ، و على حفة رحيل !
و أنا تمنيتكَ ، و هذا اعتراف غير مُتاح دائماً !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق