الثلاثاء، أكتوبر 28، 2008

استقصاء ..

.
.

فِيْ النَادِيْ..
لَقِيتُ فَتَاةً سَمَرْاءْ ، عَيْنَيْهَا سُودٌ ، وَ شَعُرُهَا تْرَاجِيدْيَا إغَريِقيِةُ مَجْنُونَةَ..!
قِرْطَاها ذهَبٌ خَاْلصٌ ، وَ حَوَاسُهَا مُتَرْفَةٌ بِالنَعِيمْ .. !

أحَببَتُها كَثِيَراً..
جَلَسَتُ إلِيْـهَا ولاطَفْتُهَا..
سُرَعَانَ مَا تَعلَّقَتْ بي .. !
أصَبْحَتْ تُقلِّدُنِي فيْ كُلِّ شَيءٍ..
بِالرُغْمِ مِنْ بَذْخِها و دَلالِهَا و حُبِّيَ للتَّواضُعْ ..
بِرُغْمِ .. مِنْ أَحَادِيثِهَا المُبَعْثَرَةِ.. و كَلِمَاتِيَ المُتَّزِنَةِ بِالفُصْحَىَ..
بِرُغْمِ مِنْ سُكُونِ الضَمِيرْ ( نا ).. فِيِ صَدْرِيْ..
وَ وَلَعِهَا بِضَمِيرَيْنِ ( أَنَا ) وَ ( هُمْ ) ..!
.

انَتَهَتْ أيامُ النَادِيْ..
ابْتَعَدْتُ عَنْهَا.. لأنْهَا لَيِْسَتْ لِي.
بِبَسَاطَة ..
لِأنَّنِي شَعَرْتُ بِأَنْهَا أَصْغَرُ مِنْ هَمْسَةٍ بَادَرَتْنِي بِهَا ذَاتَ صََبَاحْ :
-سَأقَْبَلُ بِكِِ .. كَمَا أنْتِ..
.

أَصْبَحَتْ تُلاَحِقُنِي.. فِي كُلِّ حُزْنْ..
تَارَةً أتُوُبُ إلِيَهَا..
وتَارةَ أحُلِّقُ عَنْهَا عَلهَّا تَهْوَانِي بُعداً..
.
ذَاتَ مَسـاءْ.. دُعِيِتُ إِلِيْهَا مَعْ فَتِيَاتٍ أُخْرَيَاتْ..
مُنْذُ أَنْ وَلَجْتُ إِلى مَنْزِلِها..
بَاغَتَنِي شُعُورٌ أَنَّنِي لَنْ أَعُودَ إِليْهِ مَرَّةً أُخْرَىَ !
.. فَقَطْ لَأَنَّ مَنْزِلَهَا يُوازِيِ بَيْتَنَا مَرَّتَيْنِ !

.

بَدَأنَا فِي ثَرْثَرَةٍ لا تَنْتَهِي وَ تلكَ عَادَةُ الفَتَيَاتْ..
وَكُلَّمَا تَحَدَّثُتُ مَعَهَا فِي اسْتْفْزَازِيَّةٍ لِلْفَرَحْ..
بَدَأتْ فِي التَّذَمُّرِ مِّنْي مُشِيْرَةً إِلَى الأُخْرَيَاتْ :
قاسِيَةٌ أَنْتِ.. عَنِيْدَةٌ أَنْتِ ..
.
اتْجَهَتْ إَليَّ فَجْأة..
- ثُمَّ أَنَّنِي كُلَّمَا حَدَّثْتُكِ صَبَاحَاً اعْتَذَرْتِ لإنْهَاءِ المُكَالَمَة.. مُغْلِقَةً فِي وَجْهِي فُرَصَ التَوَاصِلِ مَعْكِ !
أَجبْتُهَا بِصِدَقِ : أُخْتِي تَنَامُ مُتأخِراً.. وَ يَجبُ أَنْ أَحْتَرِمَ هَذا !
أَجَابَتْنِي : أَخَافُ أنْكِ تَنَامِينَ مَعَ أَخَواتِكِ جَمِيعِهُنَّ فِيْ غُرْفَةٍ وَاحِدة..
.

لَمْ أُجِبْ عَليْهَا ..
هَطَلَ عَلَيَّ الحُزْنُ فَجأةً ..
ابْتَسَمتُ فَقَطْ وَ أَنَا أَشْعُرُ بِأنَنَي ابْتَلَعْتُ شَيِْئَاً ضََخْمَاً حِينَهَا .. !
نَعَمْ، أَنَاَ أَنَامُ مَعَ أَخَوَاتِي فِي غُرْفَةٍ وَاحِدَة..
أَهُنَالِكَ مُشْكِلَةٌ مَا .. ؟
لَسْتُ أَدْرِي ..
شَعَرْتُ بِأنْهَا تَسْخَرُ مِنْي حَقْاً !
هَلْ لِأنْهَا تَعِيشُ فِي بَحبوحه عَيْشْ .. !
.

أَنَا .. !
أَنَا أُحِبُّ الحَيَاةْ..
أُحِبُّ أَبِي وَ بَسَاطَتِنَا ..
أُحِبُّ بَيْتَنَا وَ تَزَاحُمَ الأشْيَاءْ فِيْهْ .. !
.
لا يَهُمْ إنْ كَانَتْ لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقْبَلَ بِي كَمَا أَنَا..
المُهِمْ فَقَطْ..
أَنَّنِي أَقْبَلُ بِمَشِيئَةِ الله..
التِي جَعَلَتْنَا لِحِكْمَةٍ مَا.. فُقَرَاءْ فِي أَوْطَانِنَا ..
مَعَ كَثِيرٍ مِنَ الأحْزَانْ.. وَ كَثِيرٍ مِنَ الأقْلام..
وَ رَغْبَةٌ مُتَّسِعَةٍ فِي العَيْشْ بِسَلامْ..
فِي رِحَابِ الحُبِّ وَ العِلْمِ وَ الجَمَالْ.. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق